دور المرأة في المجتمع والتنمية المستدامة، ومساهمتها في تعزيز الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المنطقة العربية والخليج خصوصاً، شكّلا جزءاً من المحاور التي ناقشها"منتدى المرأة العربية"الذي انطلق في دبي أمس، ونظمته مجموعة"الاقتصاد والأعمال"بالتعاون مع جامعة الدول العربية وپ"إسكوا"وشبكة"أم بي سي"، وفي حضور الأميرة هيا بنت الحسين حرم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وركّز المنتدى على أهمية اقتحام المرأة العربية عموماً والمرأة الخليجية خصوصاً، سوق العمل والاستثمار في مجالات كانت في السابق حكراً على الرجال مثل العقار والأسهم. وقدّرت الأميرة هيا حجم مدخرات النساء الخليجيات بنحو 100 بليون دولار. ويبلغ عدد سيدات الأعمال في دول الخليج الآن 45 ألفاً، فيما تمثل المرأة الخليجية 35 في المئة من قوة العمل. ويشار الى ان ثروات الخليجيات التي تراكمت بفعل الطفرة الاقتصادية وتشغيل ميراثهن في أعمال واستثمارات ناجحة، لفتت انتباه المصارف والبنوك الأجنبية العاملة في المنطقة، فباتت تتنافس لاستقطاب هذه الثروات وتشغيلها في صناديق استثمارية. ويسلّط المسؤولون في المؤسسات المالية الإقليمية والعالمية أنظارهم على ودائع النساء في المنطقة التي أصبحت تشكل، في رأي سيدات أعمال خليجيات شاركن في المنتدى، نحو 40 في المئة من إجمالي الودائع في المصارف المحلية في كل دولة من دول المنطقة. وتشير إحصاءات حديثة الى أن إجمالي أرصدة السيدات السعوديات في المصارف السعودية"تقدر بنحوپ60 بليون ريال". ورجّحت مصادر مصرفية إماراتية أن تمتلك المرأة في الإمارات نحوپ25 في المئة من الثروات الخاصة في الدولة، وأن تشكّل أموالها في المصارف نحوپ30 في المئة من الودائع. وأكدت الأميرة هيا في كلمة ألقتها بالنيابة عنها رئيسة مجلس سيدات أعمال دبي رجاء القرق، أن المرأة الخليجية تمكنت خلال فترة وجيزة من اقتحام مجالات عدة، منها التعليم وسوق العمل وتحسينها ورفع مكانتها في المجتمع."ويتضح ذلك من ارتفاع نسب متخرجات التعليم الجامعي السنة الماضية بين الإناث لتصل الى 70 في المئة". ولم تنكر الأميرة هيا أن المرأة الخليجية"تواجه الآن تحديات مرتبطة بثلاثة عوامل، مثل التنمية البشرية المستدامة كنموذج جديد للتنمية، وظاهرة العولمة التي تمثل تحدياً كبيراً لا سيما في جوانبها المرتبطة بمنظومة القيم الاجتماعية ونماذج السلوك الاجتماعي التقليدية السائدة، والعامل الثالث يتعلق بفكر تمكين المرأة أو اتجاهه". وأشارت الى أن المرأة الإماراتية مثلاً، تمكنت أخيراً من المشاركة في الحياة السياسية بقوة، فهي تشغل 22.5 في المئة من عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي و10 في المئة من أعضاء السلك الدبلوماسي، و30 في المئة من وظائف قيادية عليا مرتبطة باتخاذ القرار، ونحو 66 في المئة من القطاع الحكومي. ويبلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات 11 ألفاً، فيما يبلغ حجم مدخرات الإماراتيات نحو 10 بلايين دولار. وتمثل المرأة في الإمارات 25 في المئة من قوة العمل، وتعمل 4.5 في المئة منهن في أعمال حرة، و15 في مجالس إدارة التجارة والصناعة، و30 في المئة في المشاريع الصغيرة. ويسعى المشاركون في المنتدى الذي يستمر يومين، الى التوصل الى"صيغة"مناسبة لتفعيل دور المرأة العربية في مجتمعاتها، وأن يكون لها دور بارز في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية".