لم تكن ساعات العمل في صالون حلاقة رجالي يقع في احدى مناطق العاصمة الكويتية قد انقضت حين كانت الساعة تشير الى منتصف النهار وقد خيم الهدوء والانتظار على العاملين فيه واسدلت الستائر وتم اخلاء الصالون من الزبائن. الاجواء كانت تشير الى ترقب وصول زبائن على قدر من الاهمية وتم التحضير والاعداد المسبق للأدوات والاجهزة اللازمة، ومن الباب الخلفي دخلت مجموعة من الشباب تراوح اعمارهم بين العقد الثاني والثالث منهم رجلان في منتصف العمر وخلال دقائق تحول المكان الى خلية عمل. ونادى احد الرجلين على المزين فيما كان يتصفح بعض الكاتالوغات"رتبني يا معلم... اليوم يومك"في حين قال الآخر"ما اوصيك انت عارف لزوم الشغل"وبعد انقضاء قرابة ست ساعات خرج الزوار من الباب الخلفي وانطلقت سياراتهم الى جهة غير معلومة في حين انشغل صاحب المحل باحتساب رزمة من الدنانير اضافة الى اكراميات ونثريات على جميع العاملين. لم تخل الانتخابات البرلمانية الكويتية شأنها شأن مختلف الانتخابات في اصقاع العالم من طرائف وغرائب ومستجدات تفرضها طبيعة الانتخابات من جهة وجملة المتغيرات التي يشهدها العالم ومنها موجات الموضة الجديدة"نيولوك"و"الستايل". وعن اقبال المرشحين على الصالونات قال صفوت مالك، مزين في احد الصالونات، ان الخدمات كانت تقتصر في الماضي على قص الشعر وحلاقة الذقن لكن مع التطور اصبح الصالون يقدم خدمات مستحدثة كنزع شعر الوجه بالفتلة والشمع مع تحديد الحواجب وتنظيف البشرة وحمامات البخار بالاعشاب العطرية والعناية بأظافر القدم وبأظافر اليد بأحدث الكريمات الملينة والمنعمة. واضاف ان الخدمات"تشمل صنفرة الوجه وهي نوعان ناعم وخشن حسب نوع بشرة الزبون وكذلك البوليش وتلميع الحواجب والشوارب واللحية وكريمات خاصة لتسهيل تسريحة الشعر واخرى خاصة بكثافة الشعر وتلميعه". وذكر ان زبائنه من المرشحين ومفاتيحهم الانتخابية يهتمون بصبغات الشعر السوداء والبنية لإخفاء الشيب في محاولة ليبدو كل منهم كأنه في سن اصغر من الواقع وقد يبالغ البعض بطلب تفتيح البشرة او استخدام المستحضرات للحصول على بشرة برونزية. وقال المزين اللبناني وائل حدو انه مع موسم الانتخابات يفد الى الصالون عدد كبير من المرشحين برفقة مفاتيحهم الانتخابية لحجز المحل بالكامل لساعات معينة ونظير مبلغ مادي معين طلبا للخصوصية. واوضح ان الطلب يزيد على حمامات البخار والسونا للوجه وذلك لتنشيط وتحسين الدورة الدموية وتفتيح المسام للتخلص من الافرازات الدهنية ولتهدئة الاعصاب وازالة توتر العضلات وزيادة حيوية الوجه وتليين انسجة الجلد. واشار الى استخدام انواع من الاقنعة التجميلية التي يرغب بها عدد من زبائنه المرشحين مضيفاً انها مكلفة مادياً لحداثتها ومواكبتها لآخر تطورات وصرعات الموضة وهي كفيلة بتخليص المرشح من جميع مظاهر التعب. واضاف حدو ان بعض المرشحين ومفاتيحهم الانتخابية يطلبون وضع"قناع المرشح اللؤلؤي"وهو عبارة عن مطحون لؤلؤ طبيعي اضافة الى مواد اخرى وتتمثل مهمته في ازالة سموم الوجه واخفاء آثار التعب. وقال ان نتائج القناع تظهر بعد الاستخدام الاول لأنه مرطب قوي نتيجة لاحتوائه على كمية من الماء تتغلغل داخل البشرة وتحدث تأثيراً كبيراً. من جهته قال المزين سعد ميخائيل، الذي يعمل في احد الفنادق،"ان للرجل الحق في التجميل لكن ليس لدرجة المبالغة التي تلفت الانظار مثلما ان المبالغة في استخدام ادوات الزينة النسائية تلفت الانتباه". واشار الى طلب بعض المرشحين ومفاتيحهم الانتخابية استخدام الكحل الذي يبرز شكل العين ويعطي لمسة اثقل للرموش واحيانا ماسكرا خاصة بالحواجب والشوارب واللحية. واوضح ميخائيل ان البعض يكبر الشفاه وبودرة خاصة لاضافة نوع من الاضاءة واعطاء لمسة حريرية وكذلك"المصحح"وهو نوع من الكريمات يخفي العيوب والبقع الداكنة تحت العيون والتشوهات غير المرغوب فيها. وقال ان هناك اقنعة كثيرة يطلبها المرشحون منها اقنعة"الكولاجين"واخرى لتفتيح وتنقية البشرة واقنعة خاصة طلبا للظهور بمظهر النضارة والشباب. واضاف ان بعضهم يطلب استخدام قناع المرشح عيار 24 وهو من الذهب الخالص ويعتبر البعض انه يضفي نضارة وشباباً على مستخدميه مضيفاً ان الشائع هو ان هذا القناع كان إحدى اهم وصفات البشرة التي كانت تستخدمها الملكة الفرعونية كليوباترا كل ليلة للحفاظ على نضارة ونظافة بشرتها. وذكر ميخائيل ان هذا القناع مخصص للمرشحين"الديلوكس"فهو يخفف من الخطوط الرقيقة والتجاعيد ويشد الوجه والبشرة ويساعد على التخلص من كل ما من شأنه ان يسبب شيخوختها مضيفا ان هناك قناعا آخر يدعى قناع الكافيار وهو بيض سمك الحفش. وقال ان بعض المرشحين يستخدم هذا القناع قبل افتتاح ندوته بأيام اذ يسبق هذا القناع تحضير البشرة بكريمات تحتوي على خلطات بحرية غنية بالطحالب والفيتامينات والزيوت المغذية ثم يوضع القناع بعد أن تضاف إليه مواد غنية ومضادات اكسدة لتنظيف البشرة من الشوائب وحمايتها من التأثيرات الخارجية كي يعيد البريق اليها. وقال محمد حسام، مندوب تسويق في احدى شركات التجميل التجارية، ان نسبة مبيعات الكريمات ومستحضرات التجميل ارتفعت في الشهرين الماضيين بنسبة كبيرة تجاوزت 20 في المئة. واضاف ان سبب الارتفاع المفاجئ في الطلب على مستحضرات التجميل يعود للطلبات المتزايدة من اصحاب الصالونات الرجالية في تلك الفترة.