أثار هجوم متمردي "حركة العدل والمساواة" على الخرطوم الذي أحبطته السلطات السودانية إدانات عربية ودولية، فيما ناقش وزراء الخارجية العرب أمس الأوضاع في السودان. وأعلن مندوب السودان لدى الجامعة العربية سفيره لدى القاهرة عبدالمنعم مبروك إدراج بند عن تطورات الوضع في الخرطوم على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي عقد أصلاً للبحث في الأزمة اللبنانية، استجابة لطلب وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني علي كرتي. وقال مبروك إن كرتي سيطلع الوزراء العرب على التطورات وجهود الحكومة للقضاء على التمرد الذي استهدف مدينة أم درمان. ودانت مفوضية الاتحاد الأفريقي أمس"بشدة"هجوم متمردي دارفور، ودعت الأطراف إلى"أعلى مستويات ضبط النفس". وأعلن الجهاز التنفيذي للاتحاد في بيان أن"المفوضية تدين بشدة هذا الهجوم الذي لن يساهم إلا في عرقلة الجهود الرامية إلى العثور على حل سياسي لأزمة دارفور وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة". ودعا الأطراف كافة الى الامتناع عن"أي تحرك يؤدي إلى تفاقم التوتر". وأعلن أن رئيس المفوضية جان بينغ ومفوض شؤون السلام والامن رامتان لامامرا ينويان التوجه إلى السودان"في الأيام المقبلة". واستنكرت مصر بشدة"اعتداء"المتمردين. ودعت"جميع القوى الوطنية السودانية إلى التوحد والالتفاف حول هدف حماية الوطن وسيادته، واللجوء إلى الحوار ونبذ كل أشكال العنف والتمرد المسلح للتعبير عن الرأي". وحذر الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي من"خطورة توسيع دائرة الصراع في دارفور"، مشيرا إلى أن"نقل الصراع إلى مناطق أخرى سيزيد من تعقيد الأزمة ويقوّض جهود التسوية السلمية، ولن ينتج سوى مزيد من المعاناة لأبناء الشعب السوداني الشقيق في مناطق الصراع". وطالب"جميع حركات التمرد في دارفور بالاستماع إلى صوت العقل وتحمل مسؤولية الحفاظ على وحدة الوطن وسلامته وتماسكه الاجتماعي وعدم وضع مزيد من المعوقات أمام بدء الحوار مع الحكومة السودانية بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل يرقى إلى تطلعات أبناء الشعب السوداني في دارفور، ويضع نهاية للمعاناة الإنسانية الكبيرة التي مرّ بها خلال السنوات الأخيرة"، مبدياً"استعداد مصر لتقديم الدعم لأي جهد يستهدف وقف نزيف الدم في دارفور والتوصل إلى تسوية سياسية سريعة". وفي باريس، أعربت وزارة الخارجية عن إدانتها الهجوم. ودعت إلى الإسراع بنشر قوة حفظ السلام الدولية في دارفور. وقالت في بيان:"تدين فرنسا بشدة الهجوم المسلح على العاصمة السودانية. وما من ظروف يمكن أن تبرر مثل هذا العمل". وأضافت أن"هذا الهجوم الخطير يبيّن مدى أهمية التعجيل بحل أزمة دارفور والتأثير المزعزع للاستقرار الناتج عن عدم تحقيق تقدم في هذه المسألة". وكانت الولاياتالمتحدة دعت إلى"وقف فوري للمعارك"أول من أمس. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن واشنطن تدين الهجوم الذي"ينسف الجهود التي تبذلها المجموعة الدولية للمساعدة على إيجاد حل للنزاعات في السودان". وكان البيت الابيض قال إنه"قلق جداً"من الهجوم، معرباً عن أمله في"عودة الهدوء والنظام". وطلبت الخارجية الأميركية من"حركة العدالة والمساواة"والحكومة السودانية"الامتناع عن التعرض للمدنيين في أم درمان ودارفور"، محذرة من"حصول عمليات انتقامية في سياق الانتماءات الإثنية أو القبلية". وشجب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون محاولة"حركة العدل والمساواة"واستخدامها القوة المسلحة والوسائل العسكرية لتحقيق أغراض سياسية. وطالب في بيان ب"الوقف الفورى للاعتداء وحل المشكلة بالطرق السلمية"، معبّراً عن قلقه إزاء الآثار المترتبة على الاعتداء على مجمل الأوضاع في السودان. وأعرب مبعوثا الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة إلى دارفور سالم أحمد سالم ويان إلياسون عن قلقهما العميق إزاء التصعيد العسكري الأخير بين القوات الحكومية و"العدل والمساواة". وقالا في بيان مشترك إن جميع أطراف النزاع اتفقت على أن لا حل عسكرياً وأن عليها أن تتصرف وفقاً لذلك.