اعلن الرئيس السوداني عمر البشير امس قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع تشاد، في وقت عادت الحياة امس الى طبيعتها في مدينة امدرمان بعد يوم دام من المواجهات التي لم تشهدها المدينة منذ 32عاما مع متمردين من دارفور تسللوا الى العاصمة الخرطوم، ورفعت السطات حظر التجوال المفروض منذ الليلة قبل الماضية وابقت عليه فقط في امدرمان. وحمل البشير الذي عاد الى بلاده فجر امس قادما من الاراضي المقدسة بعد اداء مناسك العمرة تشاد مسؤولية الهجوم، واستدعى حكومته الى اجتماع طارئ ناقش كل تفاصيل الحادث، وقال البشير ان السودان يحمل تشاد مسؤولية ماحدث ويحتفظ بحق الرد، واضاف ( ان الهجوم نفذه مرتزقة تشاديون )، تعهد بالقبض على من فر منهم، معتبرا ان قائد حركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور خليل ابراهيم ماهو الا عميل للنظام التشادي الذي وصفه ب المتهالك. واعتبر نائبه الاول سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان ان الهجوم على العاصمة القومية يعمق الجراحات ولايساعد على حل القضايا، واضاف ( ماحدث مدان بافظع العبارات وقضية دارفور يجب ان تحل سياسيا وليس عسكريا، وقال ان من واجب الدولة حماية مواطنيها. واكد المتحدث باسم الجيش السوداني العميد عثمان محمد الاغبش ان قوات الجيش دحرت المتمردين وهم الان مابين قتيل واسير، وعرض التلفزيون السوداني صورا لاسرى واسلحة وسيارات تشادية، كما اعترف الاسرى انهم انطلقوا من مدينة ابشي التشادية يقودهم خليل ابراهيم، واعلنت الخرطوم عن جائزة قدرها 250مليون جنيه سوداني لكل من يساهم في القبض على ابراهيم. واعتبر الاغبش الهجوم على امدرمان عمل احمق غير محسوبة عواقبه وقام على حملة دعائية ترتكز على الكذب والتضليل، لافتا الى مزاعم المتمردين لاجهزة الاعلام فى هذا الصدد، واوضح الاسرى الذين وقعوا في قبضة القوات الحكومية افادوا بانهم كانوا يقيمون فى تشاد وتدربوا بها وظلوا يتسللون منذ ان اعلن المتمرد خليل ابراهيم بانه الاوحد فى الساحة وان المدن اهدافا مشروعة له، واضاف الاغبش ان نتيجة هذا العمل الاحمق كانت هلاك قائد القوى ومساعده القائم باعمال الاستخبارات اثناء محاولة هروبهم. وافاد مسؤولون امنيون سودانيون ان القوة المهاجمة دخلت امدرمان على متن 72سيارة لاندكروز ذات الدفع الرباعي دمرت منها 40سيارة وتم احتجاز 7بينما اختفت سبع اخرى في حواري المدينة الشعبية يجري البحث عنها. وشوهدت ارتال من السيارات المحترقة ومئات الجثث لعناصر المتمردين تم جمعها امس من الشوراع وانتشر آلاف من الجنود في طرق العاصمة واقاموا حواجز امنية، ونفى مسؤولون مزاعم المتمردين بتدمير 5طائرات حربية كانت قابعة في قاعدة وادى سيدنا العسكرية شمالي امدرمان. وقال وزير الداخلية السوداني ابراهيم محمود حامد ان القوات الحكومية تمكنت من سحق من وصفهم بالمرتزقة، وطلب الوزير من السكان في امدرمان التزام منازلهم الى حين اشعار اخر للسماح للقوات الامنية بالقبض على متمردين هاربين، قال انهم يختفون في ثياب مدنية. ودانت مصر أمس الأحد بشدة الاعتداء الذى قامت يه عناصر من حركة العدل والمساواة الدارفورية على مدينة أم درمان. وحذرت مصر في بيان صدر عن الخارجية المصرية من أية محاولات للمساس بالأمن والاستقرار فى السودان، ودعت جميع القوى الوطنية السودانية للتوحد والالتفاف حول هدف حماية الوطن وسيادته واللجوء الى الحوار ونبذ كل أشكال العنف والتمرد المسلح للتعبير عن الرأي. ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي تحذيره من خطورة توسيع دائرة الصراع في دارفور، منبها الى أن نقل الصراع الى مناطق أخرى ككردفان أو الخرطوم أو غيرها سيزيد من تعقيد الأزمة ويقوض جهود التسوية السلمية ولن ينتج عنه سوى المزيد من المعاناة لابناء الشعب السوداني الشقيق في مناطق الصراع. ودعا زكي كافة حركات التمرد في دارفور الى الاستماع الى صوت العقل، وتحمل مسؤولية الحفاظ على وحدة الوطن وسلامته وتماسكه الاجتماعي وعدم وضع المزيد من المعوقات أمام بدء الحوار مع الحكومة السودانية بهدف التوصل الى اتفاق سلام شامل يرقى لتطلعات أبناء الشعب السوداني في اقليم دارفور ويضع نهاية للمعاناة الانسانية الكبيرة التي مر بها خلال السنوات الاخيرة. كما دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة السبت الهجوم، ودعا الى وقف المعارك، معربا عن خشيته في ان تعرقل جهود السلام في المنطقة. وقالت ميشال مونتاس المتحدثة باسم الامين العام، ان بان كي مون "اعرب عن قلقه البالغ حيال المعارك في ضواحي الخرطوم على اثر هجوم شنه متمردو حركة العدالة والمساواة ... على العاصمة". واضافت ان الامين العام "دان بشدة استخدام حركة العدالة والمساواة القوة المسلحة والوسائل العسكرية ودعا الى وقف فوري للمعارك". واوضحت المتحدثة ان بان كي مون "اعرب عن خشيته من ان يفسد هجوم حركة العدالة والمساواة الوضع العام في السودان، وكذلك اتفاق السلام الشامل والاتفاق حول دارفور ويؤثر على حياة المدنيين والممتلكات".