سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الظلام يخيم على معظم مناطق القطاع ومجاعة تتهدده بعد نقص حاد في الغاز المنزلي وتوقف الكهرباء والمخابز غزة : توقف محطة الكهرباء عن العمل لليوم الثاني بعد منع إسرائيل وصول الوقود بحجج امنية
رفضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امس تزويد محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة بالوقود الصناعي اللازم لتشغيلها، ما حال دون إعادة تشغيلها بعد توقفها اعتباراً من الخامسة من مساء أول من امس. وقال المدير العام لسلطة الطاقة عبدالكريم عابدين في تصريح امس ان سلطات الاحتلال رفضت إمداد المحطة بالوقود اللازم لتشغيلها بدعوى"وجود معوقات امنية"في معبر"ناحل عوز"على الحدود الشرقية للقطاع شرق مدينة غزة. ودأبت سلطات الاحتلال على تزويد المحطة بكميات مقلصة جداً من السولار الصناعي تصل الى نحو 2.2 مليون ليتر تكفي لتوليد نحو 55 ميغا وات من الطاقة الكهربائية تغطي نحو 35 في المئة من حاجات القطاع من التيار، في حين تزود مصر مدينة رفح الحدودية بنحو 10 في المئة من الطاقة. ونظراً الى توقف المحطة، فإن التيار انقطع عن نحو ثلث سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون فلسطيني. وتبلغ نسبة العجز في التيار في القطاع عموما، نحو 35 في المئة، في حين تبلغ هذه النسبة في مدينة غزة، كبرى مدن القطاع، نحو 60 في المئة. وغرقت أحياء كثيرة في القطاع، خصوصاً مدينة غزة، ليل السبت - الأحد في ظلام دامس بعدما توقفت المحطة عن العمل. وأسفر انقطاع التيار امس عن توقف مخابز القطاع التي تعمل بالكهرباء، ما يعني حرمان عشرات آلاف الفلسطينيين عن الحصول على الخبز اللازم، خصوصاً في غزة التي يعتمد معظم سكانها البالغ عددهم نحو نصف مليون، على الخبز من المخابز والأفران العامة، على عكس المخيمات والقرى التي يعتمد سكانها على إنتاج الخبز في المنزل. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ ان هناك نقصاً حاداً في الغاز المنزلي المستخدم في الطهي وغيره من أوجه الحياة، خصوصاً في محركات بعض السيارات التي تعمل محركاتها أصلاً بالبنزين. وبعدما نفد الغاز من معظم منازل القطاع خلال الأسابيع الماضية، لجأ كثير من المواطنين الى أجهزة كهربائية في الطبخ او شراء المأكولات الجاهزة من المطاعم، لكن في ظل انقطاع التيار حالياً، سيجد هؤلاء صعوبة بالغة في الحصول على الطعام. وإضافة الى أزمة التيار الكهربائي والغاز المنزلي، فإن قطاع غزة يكاد يكون خالياً من صنفين من الوقود هما السولار والبنزين اللازمين لمحركات السيارات ومولدات الطاقة الكهربائية الصغيرة، اذ عمدت سلطات الاحتلال الى تقليص الكميات الواردة الى القطاع الى مستوى متدنٍ جداً لا يكفي لاستخدامات وزارة الصحة وبعض القطاعات الأخرى. ولجأ الفلسطينيون الى تهريب كميات من السولار والبنزين عبر الأنفاق من مصر بكميات بسيطة جداً لا تحل المشكلة، وذلك بسبب تعقيدات نقله عبر الأنفاق، اذ يتم ذلك بغالونات بلاستيكية يتسع الواحد منها لنحو 20 ليتراً. وقفزت أسعارهما الى رقم قياسي، إذ يبلغ سعر الغالون من البنزين او السولار نحو 400 شيكل الدولار يساوي 3.4 شيكل، أي نحو أربعة أضعاف سعره الحقيقي.