أعلن رئيس الهيئة العامة للبترول مجاهد سلامة امس ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي وعدت بتزويد محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة في قطاع غزة بالوقود الصناعي اللازم لتشغيلها اعتباراً من اليوم، وإلا توقفت عن العمل وغرق القطاع في ظلام دامس، فيما شرعت الأممالمتحدة بتوزيع مساعدات مالية عاجلة على الاف اللاجئين الفقراء في القطاع. وقال سلامة ان أزمة الوقود ستُحل حسب وعود اسرائيلية، مضيفا ان"المحادثات مع اسرائيل لحل الأزمة أفضت الى وعود اسرائيلية لإدخال كمية من السولار الصناعي الثلثاء اليوم لمحطة توليد الكهرباء المهدد بالتوقف عن العمل". وأعرب في تصريح لإذاعة"القدس"المحلية عن أمله في ان"تفي اسرائيل بوعودها بإنهاء مشكلة الوقود، خصوصاً بعد تأكيدها نيتها إدخال الكمية اللازمة لمحطات الوقود والمؤسسات المختلفة". وأكد ان"كمية السولار الصناعي المتوافرة حالياً تكفي لتشغيل المحطة حتى اليوم امس فقط". وشدد على ان"عدم تزويد اسرائيل القطاع بالوقود الصناعي والغاز المنزلي ستترتب عليه انعكاسات كارثية ستطاول كل جوانب الحياة في القطاع". في غضون ذلك، قال نائب رئيس جمعية أصحاب شركات البترول الدكتور محمود الخزندار ان القطاع سيغرق في الظلام في غضون الساعات القليلة المقبلة عندما تتوقف محطة توليد الطاقة عن العمل بسبب أزمة الوقود الخانقة جراء الحصار والعقاب الجماعي الاسرائيلي على القطاع. واضاف في تصريح انه"لم يتم إدخال أي كمية من الوقود ومشتقاته منذ وقوع الهجوم المسلح على معبر"ناحل عوز"الأربعاء الماضي، والذي ما يزال مغلقاً حتى الآن". وأوضح انه تم تحويل نحو 45 ألف ليتر من الوقود الصناعي الى محطة توليد الكهرباء من خزانات الهيئة العامة للبترول من ضمن كمية تم جمعها خلال أسابيع عدة، محذراً من"انقطاع التيار في غضون ساعات في حال انتهت هذه الكمية". وأشار الى وجود نحو 180 ألف ليتر من البنزين في خزانات الهيئة العامة للبترول تم جمعها خلال خمسة أسابيع، ونحو 700 ألف ليتر من السولار أيضاً تم جمعها خلال 3 أسابيع". وجدد رفض الجمعية تسلم أي كميات مقلصة من الوقود من اسرائيل. وتسمح سلطات الاحتلال لشركة"دور آلون"الاسرائيلية ببيع القطاع كميات قليلة جداً من الوقود تصل الى نحو 30 في المئة من حاجاته من السولار البالغة نحو 350 ألف ليتر يومياً، و6 في المئة من حاجاته من البنزين البالغة نحو 120 ألف ليتر يومياً. وجراء نفاد الوقود الخاص بمحركاتها، توقف نحو 90 في المئة من السيارات العمومية والخاصة في القطاع، ما اضطر معظم الفلسطينيين الى السير على الأقدام، في حين أعلنت امس الجامعات والمعاهد العليا تعليق الدراسة فيها حتى نهاية الأسبوع نظراً الى عدم قدرة الطلاب على الوصول الى مقاعد الدراسة. من جانبه، وجه رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري امس نداء استغاثة الى الرؤساء والملوك والأمراء والحكومات العربية والمسؤولين في العالم والضمائر الحية لتدارك المخاطر التي ستعصف بالحياة في غزة جراء نفاد الوقود والحصار، ودعا المسؤولين في الدول العربية والاسلامية والأجنبية الى بذل كل جهد ممكن لإرغام الدولة العبرية على فك الحصار الخانق عن القطاع. وأشار الى أن الشلل التام يضرب كل جوانب الحياة في القطاع. ولفت الى الآثار المدمرة والخطيرة لتوقف محطة توليد الطاقة عن العمل، مجدداً الدعوة الى وقف هذه الكارثة وإنقاذ غزة من الحصار والدمار والعدوان. إلى ذلك، قررت"وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا أخيراً توزيع نحو 40 مليون شيكل على آلاف العائلات المعدَمة في القطاع. وقال الناطق باسم"اونروا"في القطاع عدنان ابو حسنة امس إن هذه المساعدات المالية ستقدم للعائلات الأكثر فقراً في القطاع البالغ عددها نحو 100 ألف عائلة بواقع 100 شيكل لكل فرد من أفرادها. وأضاف ان الدافع وراء توزيع تلك المساعدات المالية هو التدهور الكبير في الأوضاع المعيشية في القطاع، والانهيار الواسع الذي يعاني منه الاقتصاد الفلسطيني، وارتفاع معدلات البطالة وانعدام فرص العمل. وأشار الى ان"اونروا"تقدم يومياً وجبات غذائية لنحو 112 ألف طالب من أبناء اللاجئين في مدارسها، وذلك ضمن خطة إصلاح شاملة تشمل الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية تطبق حالياً في القطاع. ولفت الى ان عشرات الالاف من الطلاب والتلاميذ يأتون يومياً الى مدارسهم من دون تناول وجبة الإفطار او أي وجبات غذائية كافية، ما دفع"اونروا"الى إطلاق برنامجها الكبير للتخفيف من معاناة ذوي التلاميذ وضمان مستوى صحي وغذائي أفضل لهم.