وجهت السلطات الموريتانية امس ضربة موجعة الى الجماعات الاسلامية المسلحة، اذ تمكنت من القبض على عدد من ابرز المطلوبين في قضايا الارهاب، بينهم سيدي ولد سيدنا المتهم الرئيسي في مقتل السياح الفرنسيين قرب مدينة الاق جنوب البلاد في 24 كانون الاول ديسمبر الماضي والخديم ولد السمان الذي يعتبر العقل المدبر للهجوم على السفارة الاسرائيلية في نواكشوط في كانون الثاني يناير الماضي. واوضح مصدر امني، تحدث الى"الحياة"، ان الاعتقالات"تمت اثر عملية امنية دقيقة في ضاحية عرفات"الفقيرة جنوبنواكشوط. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه"ان وحدات الامن طوقت منزلا يختبئ فيه المسلحون الاسلاميون قبل اقتحامه فجرا". وشدد على"ان اخطر المطلوبين اعتقلوا من دون مقاومة، بعدما باغتتهم وحدات الامن". وقال ان اسلحة ومتفجرات ضبطت في حوزة المعتقلين. وقال النائب العام الموريتاني محمد الطيب ولد احمد محمود، في بيان، ان العملية الامنية استمرت اربعاً وعشرين ساعة وشاركت فيها وحدات النخبة في الاجهزة الامنية. واضاف ان التحقيق مع المعتقلين بدأ، مؤكدا ضبط كميات من الاسلحة والمتفجرات والذخائر واعتقال"مشتبه بهم وآخرين ساعدوهم وقدموا لهم الحماية والمأوى". وكان سيدي ولد سيدنا اعترف، بحسب محاضر التحقيق معه بعد اعتقاله في غينيا بيساو وتسليمه الى موريتانيا مطلع السنة بقتل اربعة سياح فرنسيين. وقال انه غير نادم على ذلك، واضاف انه خطط مع رفاقه لاختطافهم وذبحهم في منطقة نائية قبل ارسال الصور الى"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية. وتمكن ولد سيدنا من الفرار في ظروف غامضة من محكمة في نواكشوط بعد استجوابه امام قاضي التحقيق. وكان ولد سيدنا امضى سنتين في معسكرات"الجماعة السلفية"للتدرب على فنون القتال، قبل عودته الى موريتانيا. وهو احد ابرز عناصر الخلية التي اشتبكت معها اجهزة الامن في مواجهات عنيفة غرب نواكشوط مطلع الشهر، وقتل فيها ضابط من الشرطة واثنان من الاسلاميين. وتتهم السلطات الموريتانية الخديم ولد السمان 28 عاما بتدبير الهجوم بالاسلحة الاتوماتيكية والمتفجرات على مبنى السفارة الاسرائيلية في نواكشوط. وتنظر اليه باعتباره القائد الميداني ل"الجماعة السلفية"الموريتانية. وتلقى الخديم تدريباً في معسكرات تنظيم"القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي". واعتقل ولد السمان في نيسان ابريل 2005، وتمكن من الفرار من السجن المدني في نواكشوط، بعد اطاحة نظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، ودانته محكمة موريتانية بالسجن سنتين غيابيا العام الماضي.