مضت خمسة أعوام على تورط حلف شمال الأطلسي "الناتو" في مغامرة بأفغانستان. وأرادت حكومة بوش إلقاء أعباء الحرب على كاهل أعضاء الناتو. ويعارض، اليوم، معظم أعضاء الحلف المشاركة في العمليات العسكرية بأفغانستان. ويقتصر عدد منهم على إرسال بضع مئات من جنودهم الى المناطق الآمنة بشمال البلد المحتل. وعليه، لا تسدي موافقة"الناتو"على زيادة القوات في أفغانستان مساعدة فعلية لبوش. وبحسب"راديو اميركا"الناطق بالفارسية، تواجه حكومات كندا وهولندا ورومانيا ضغوطاً داخلية كبيرة تدعوها الى سحب قواتها من أفغانستان، في حين تطلب اميركا وبريطانيا من حلفائهما إرسال قوات الى ولايتي هلمند وقندهار. والحق أن قوات المعارضة الأفغانية في الجنوب أعادت بناء قدراتها، في حين ان القوات الأميركية والكندية والهولندية في هذه المناطق تشعر بأنها وقعت في كمين. ولكن لماذا يجب على حلف"الناتو"المشاركة في عمليات عسكرية في مناطق تبعد آلاف الكيلومترات عن أقاليم نفوذه؟ وعقد الحلف اجتماعاً كبيراً برومانيا كان في مثابة حفل إعلان اعتزال هذا الحلف مهماته، بعد مرور 60 عاماً على تأسيسه. وتوحي مواقف أعضاء بارزين في الحلف أن اجتماع رومانيا هو"مجلس عزاء عن روح الحلف"وأن حكومة بوش المتعطشة للحروب لا تنوي المجازفة بقواتها بعد اليوم. ويواجه الشرق الأوسط، وشرق أوروبا، أزمات سياسية وأمنية سببها المواقف الأميركية المتشددة من روسيا. وهذه الأزمات قوضت أمن أوروبا. وجلب"الناتو"المتاعب الى أوروبا، عوض تعزيز أمن أوروبا. ويدرك مراقبون كثر في القارة الأوروبية ان أميركا تسعى الى تعويض خسائرها السياسية والمالية والعسكرية على حساب"الناتو". وعلى أوروبا الاختيار بين الاستمرار في سياستها الحالية، ومواجهة الاضطرابات الأمنية، أو العودة الى سياسة بناءة تسهم في الحفاظ على أمنها وأمن العالم، فتقوّم مسار"الناتو"، وتشارك في لعبة رابحة مع دول مثل روسيا وإيران، وغيرهما من الدول المعتدلة بالشرق الأوسط. عن محمد ايماني،"كيهان"الإيرانية، 5/4/2008