حذر القيادي البارز في حركة "الجهاد الإسلامي" الدكتور محمد الهندي من أن أي انفجار في قطاع غزة بسبب استمرار فرض الحصار المشدد عليه سيكون في اتجاه الحدود مع مصر أسوة بما حدث في نهاية كانون الثاني يناير الماضي. وقال إنه أبلغ المسؤولين في القاهرة بأنه"في حال تهيأت الأجواء للانفجار كما هو حاصل الآن فسيكون في اتجاه مصر". وأضاف الهندي في لقاء مع عدد من الصحافيين بينهم مراسل"الحياة"في مدينة غزة أمس، أنه"على رغم كل الأسوار التي بنتها مصر على الحدود مع القطاع فإن خياراتكم ستكون صعبة، فإما القبول وإما إطلاق النار على الفلسطينيين، وهذا صعب جداً، فمصر الحاضنة لا تستطيع ولا يمكن أن تقبل إطلاق النار على الفلسطينيين". وحض مصر على بذل جهد أكبر لرفع الحصار المحكم عن القطاع، معتبراً موت المرضى الفلسطينيين بسبب الحصار"وصمة عار على جبين العالم". واعتبر أن"مصر متضررة من إغلاق معبر رفح الحدودي، وهذا ما لمسناه من الحوار مع المسؤولين المصريين"في إشارة إلى عدد من اللقاءات التي عقدها ممثلون لحركتي"حماس"و"الجهاد"مع مسؤولين مصريين للبحث في قضايا عدة، بينها الحصار والتهدئة مع إسرائيل. وقال إن"الموقف الرسمي المصري من معبر رفح يتمثل بالتمسك ببروتوكول تشغيله الموقع في نهاية العام 2005 مع بعض التعديلات المتعلقة بالمراقبين الأوروبيين، بحيث يقيم عدد منهم في مدينة العريش المصرية، كي يعمل المعبر في حال منعت إسرائيل المراقبين المقيمين فيها من الوصول إلى المعبر". ونفى الهندي ما تردد عن نية القاهرة دعوة الفصائل الفلسطينية إلى لقاء أو جولة جديدة من الحوار، معتبراً أن مصر لن توجه دعوات لمثل هذا الحوار"إلا في حال نضجت الظروف للوصول إلى توافق". واستبعد أن تكون الجهود المصرية للتهدئة مع إسرائيل فشلت، بل وصلت إلى"معضلة تسعى القاهرة إلى إيجاد حل لها". وجدد موقف"الجهاد الإسلامي"من التهدئة التي يجب أن تكون شاملة ومتبادلة ومتزامنة. وأعلن رفض الاقتراحات الاسرائيلية القاضية"بوقف الصواريخ من غزة وأن تستبيح الضفة الغربية، وأن تنظر بمرونة الى الحصار والمعابر في مقابل تهدئة فلسطينية"، مؤكداً أن"مثل هذه التهدئة لا تلزمنا". ورداً على سؤال ل"الحياة"عما إذا كان يتوقع أن تُقدم إسرائيل على اجتياح القطاع بالكامل أو تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق فيه، قال الهندي إن التهديدات الإسرائيلية بضرب غزة"لا جديد فيها وتدخل في إطار الحرب النفسية". وأعرب عن اعتقاده بأن"إسرائيل لن تحتل غزة بالكامل لأن ذلك لا يحل المشكلة، وسيأتي اليوم التالي وتُطلق الصواريخ محلية الصنع وسنسأل ماذا بعد؟". ورأى أن"إسرائيل لن تغامر بالعودة إلى غزة مرة أخرى، وربما ستلجأ إلى تشديد الحصار أو شطر القطاع إلى ثلاثة أجزاء"، مرجحاً أن تلجأ إلى"ضربات منتقاة لأهداف حكومية وتابعة للمقاومة تصاحبها عمليات اجتياح محدودة وليست كاملة". وأعرب عن اعتقاده بأن"الرئيس محمود عباس سيرفض العودة إلى القطاع في حال اجتاحته إسرائيل بالكامل، كما أن قوات عربية لن تأتي إلى القطاع". وعن الأجنحة العسكرية للفصائل، قال الهندي إنه"لو دافعت السلطة وقوات الأمن الوطنية منذ البداية عن فلسطين أمام اسرائيل لما وُجدت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة"الجهاد الاسلامي" وبقية الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة". وأضاف أن"الفلسطيني في الضفة بالنسبة إلى اسرائيل إما في القبر أو في السجن". وانتقد في شدة اعتبار الرئيس المفاوضات الخيار الوحيد. وقال إن خيار عباس المفاوضات ثم المفاوضات ثم المفاوضات. وتساءل:"هل حدث في التاريخ أن ألقت المقاومة سلاحها قبل المفاوضات؟". وأشار إلى أن المبادرة اليمنية لرأب الصدع بين حركتي"فتح"و"حماس"انتهت و"وُلدت ميتة"، معتبراً ان وسيلة الضغط الوحيدة على الطرفين هي النزول الى الشارع.