أبرم الحلف الأطلسي وروسيا اتفاقاً لتسهيل عبور معدات غير عسكرية مخصصة للقوة الدولية في أفغانستان، الأراضي الروسية براً، وقعه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع مجلس الحلف الأطلسي وروسيا، الذي شارك فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما حضر للقاء نظرائه في دول الحلف ال 26 لدى اجتماعهم في بوخارست. وأوضح الناطق باسم الحلف ان الاتفاق يشمل التجهيزات غير العسكرية والمواد الغذائية وقطع الغيار والمحروقات وعربات النقل. وفاوض الحلف لسنوات روسيا على تمكينه من تمرير تجهيزات للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان ايساف عبر مجالها الجوي وأراضيها. وقال الناطق انه أمكن الاتفاق فقط على النقل عبر السكك الحديد لاجتماع بوخارست. وأوضح:"من غير الوارد اتخاذ أي قرار ملموس"في شأن العبور الجوي أو أي اتفاق تعاون آخر لمناسبة قمة الحلف وروسيا. ومن ابرز إيجابيات هذا الاتفاق بالنسبة للحلف الأطلسي، إتاحته خفض كلفة إيصال المعدات ل47 ألف جندي يتم تموينهم عادة جواً. وكان السفير الروسي لدى الحلف ديميتري روغوزيني أشار إلى انه"من المهم التوصل الى اتفاق في شأن العبور لأن القوات تحارب طالبان والقاعدة". وبحسب ديبلوماسي غربي، فإن الحلف الأطلسي وروسيا يؤكدان بذلك رغبتهما في مواصلة التعاون في مجالات ملموسة، على رغم الخلافات المعروفة في شأن كوسوفو والدرع الأميركية المضادة للصواريخ وتوسيع الحلف. والتعاون بين الأطلسي وروسيا قائم في مجال التدريب على مكافحة المخدرات، وتسيير دوريات مشتركة تشارك فيها سفن حربية روسية في المتوسط في إطار مكافحة الإرهاب. جاء ذلك بعدما أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر ان الدول الأعضاء اقترحت زيادة كبيرة في القوات التي يقودها الحلف في أفغانستان. وصرح شيفر في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي:"قدمت دول أخرى اقتراحات ستؤدي الى زيادة كبيرة في العدد الإجمالي". ولم يذكر شيفر الدول التي اقترحت إرسال تعزيزات واكتفى بالإشارة الى فرنسا التي أكدت صباح الخميس انها سترسل كتيبة إضافية تعد 700 جندي الى شرق أفغانستان. وأكد ان الاقتراحات ستلبي مطالب الكنديين الذين دعوا الى إرسال تعزيزات الى جنوبأفغانستان حيث يعاني الحلف الأطلسي صعوبات في المواجهات مع طالبان. وأعلنت حكومة نيوزيلندا انها سترسل تعزيزات من عشرين جندياً الى أفغانستان، لينضموا الى 120 عسكرياً آخرين يشاركون في أعمال يقوم بها فريق لإعادة الأعمال بولاية بميان. وقالت رئيسة الوزراء هيلين كلارك ووزير الدفاع فيل غوف في بيان ان 18 جندياً إضافياً سيرسلون الى أفغانستان ليرتفع معهم الى 140 عدد العسكريين النيوزيلنديين في هذا البلد. معاهدة نزع الأسلحة في غضون ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه مستعد للعودة الى معاهدة نزع الأسلحة التقليدية في أوروبا في حال حصول تنازلات من الغرب على ما أفاد مسؤول روسي. ونقل مسؤول روسي طلب عدم كشف اسمه عن بوتين قوله خلال اجتماع قمة حلف الأطلسي-روسيا:"مستعدون للعودة الى المعاهدة، ولكننا ننتظر ان يقوم حلف شمال الأطلسي أيضاً بخطوة". وعلقت روسيا في 12 كانون الأول ديسمبر مشاركتها في معاهدة القوات التقليدية في أوروبا التي تعتبر إحدى الدعائم الأساسية في حفظ أمن القارة العجوز منذ نهاية الحرب الباردة والتي حدت في العام 1990 التسلح الأطلسي في جبال الاورال. وبررت موسكو"تعليق"العمل بهذه المعاهدة برفض دول الحلف الأطلسي المصادقة على صيغة جديدة من المعاهدة طالما ان روسيا لم تسحب قواتها من جورجيا وأيضاً وعلى وجه الخصوص من منطقة ترانسدينستريا في مولدافيا. ومنذ خريف 2007، لم تنجح دول الحلف وروسيا في التوصل الى مخرج لهذا المأزق. جاء ذلك بعدما توصل الحلف الأطلسي إلى صيغة لا تغضب موسكو، وتقضي بعدم ضم أوكرانياوجورجيا إلى عضويته حالياً، ورأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفيديرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف، إن اعتبارات أمنية تقف وراء هذا التأجيل. وقال مارغيلوف إن الدول الأوروبية قررت تأجيل إشراك أوكرانياوجورجيا في خطة العمل الخاصة بنيل عضوية"الأطلسي"لاعتبارات أمنية. واعتبر إن ضم أوكرانياوجورجيا إلى الحلف كان سيلحق ضرراً جيوسياسياً كبيراً بمنظومة الأمن الأوروبي. كذلك رأى روغوزيني ان رفض الحلف ضم أوكرانياوجورجيا حالياً الى صفوفه أظهر ان"الأطلسي"استمع الى الحجج التي قدمتها موسكو. وقال في مقابلة مع صحيفة"كومرسنت"الروسية:"من المحتم انهم استمعوا الى حجج روسيا ولكن ليسوا هم وحدهم الذين يجرون الحسابات". وأكد ان موسكو تلقت هذا القرار ب"هدوء"ولم تطلق"صيحات الانتصار"لأن رأيها كان"مسموعاً". وأشار الى ان القرار بترك جورجياوأوكرانيا على باب الحلف الأطلسي اتخذ بعد تحليل الوضع في هاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، من جانب الدول الأعضاء.