تسلم الشاعر محمد الفيتوري 78 سنة جائزة نجيب محفوظ التي يمنحها اتحاد الكتاب المصريين سنوياً، وذلك خلال احتفال أقيم مساء أول من أمس في مبنى جديد للاتحاد يقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي الأثرية في القاهرة. والفيتوري المولود في السودان تلقى تعليمه الثانوي والجامعي في مصر، وعمل محرراً أدبياً في صحف مصرية وسودانية عدة. كما عمل خبيراً إعلامياً في جامعة الدول العربية من 1968 إلى 1970، وفي العام 1974 حصل على الجنسية الليبية وعمل في سفارات ليبيا في عدد من الدول العربية. ويعد هذا الاحتفال الذي حضره وزير الثقافة المصري فاروق حسني وحشد من الكتاب المصريين والعرب والأجانب، في قاعة تحمل اسم الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ، أول نشاط يقام في هذا المبنى. واستغرق إعداد المركز نحو عامين عبر عملية ترميم تولتها شركة متخصصة بإشراف المجلس الأعلى المصري للآثار، بتكلفة بلغت مليوني جنيه نحو 350 ألف دولار تبرع بالجزء الأكبر منها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس. وتسلّم الأكاديمي والأديب المصري عبد الحميد إبراهيم، خلال الاحتفال أيضاً، جائزة تحمل اسم الناقد رجاء النقاش الذي رحل قبل نحو شهرين. ويمنح اتحاد الكتاب المصريين هذه الجائزة بالتعاون مع دار"الشروق"للنشر. وتبلغ قيمتها حوالي 1800 دولار. كما افتُتح على هامش الاحتفال، معرض يضم سبع لوحات رسمتها الفنانة المصرية نازلي مدكور خصيصاً لطبعة فاخرة من رواية نجيب محفوظ"ليالي ألف ليلة وليلة"، صدرت عن دار"ليمتد اديشونز كلوب"الأميركية. والمقر الجديد لاتحاد الكتاب المصريين عبارة عن مبنى شيد على الطراز الإسلامي من طبقتين، ويضم قاعات عدة، يحمل كل منها اسماً لأحد مشاهير الكتاب الراحلين، علماً أنه قريب من الممر المؤدي إلى"باب العزب"، أحد أبواب القلعة التي ظلت لمئات السنين مقراً لحكام مصر ووقعت داخلها مذبحة المماليك الشهيرة التي ارتكبها محمد علي في العام 1811، ليضمن الاستقرار لحكم أسرته الذي انهار في العام 1952على يد تنظيم"الضباط الأحرار". وأعلن رئيس الاتحاد الروائي والكاتب المسرحي محمد سلماوي في مستهل الاحتفال أن هذا المبنى سيكون أيضاً مقراً للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب. وتوقع سلماوي الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، أن يتحول المقر الجديد والمقهى الملحق به والذي أطلق عليه اسم"الحرافيش"، وهو عنوان رواية شهيرة لنجيب محفوظ، إلى مركز للإشعاع الأدبي والفني. وسيخصص المقر القديم الذي يقع في ضاحية الزمالك في وسط القاهرة للشؤون الإدارية. وذكر سلماوي أن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب سيصدر تقريره السنوي الثاني عن حال الحريات في العالم العربي خلال اجتماع سيعقد في تونس نهاية شهر أيار مايو المقبل. وحضر الاحتفال ممثلو روابط واتحادات الكتاب في كل من الأردن والسودان والمغرب والبحرين والإمارات والجزائر وسلطنة عُمان وتونس واليمن والكويت وليبيا. وألقى الشاعر الفلسطيني المتوكل طه قصيدة عنوانها"مصر أعلى من الكلام". وتضمن برنامج الاحتفال الذي اختتم مساء أمس ثلاث محاضرات، إضافة إلى عرض مسرحي يتضمن مختارات من شعر الفيتوري أعدها الشاعر المصري أحمد سويلم. ويأتي احتفال اتحاد الكتاب المصريين بمقره الجديد غداة حصوله على مليوني جنيه منحة من الحكومة المصرية تخصص لدعم صندوق معاشات أعضائه، وتبرع حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي بمبلغ 20 مليون جنيه يخصص 25 في المئة منه للصندوق نفسه، على أن تنفق النسبة المتبقية في علاج الأعضاء الذين بلغوا حالات حرجة من المرض.