عقد رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان في القاهرة أمس لقاءات منفصلة مع ممثلي الفصائل الفلسطينية، باستثناء حركتي"فتح"و"حماس"، للبحث في جهود التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة. وكشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة"أن غالبية الفصائل أعلنت قبولها التهدئة، على رغم إبدائها تحفظات عن بدئها في غزة من دون الضفة الغربية. وقال ممثل حركة"الجهاد الإسلامي"زياد نخالة ل"الحياة"إنه أبلغ الوزير سليمان خلال لقائهما أمس"الموافقة على تهدئة مرحلية لمدة ستة شهور في غزة أولاً، نظراً إلى ظروف وحاجات القطاع، على رغم أن الحركة كانت تفضل أن تشمل التهدئة الضفة الغربية. لكن ما دام هذا إجماع فلسطيني، فليس أمامنا سوى الموافقة". غير أنه أكد إبلاغ القاهرة"باحتفاظنا بحق الرد في حال انتهكت إسرائيل التهدئة". وأوضح أنه طلب من سليمان عقد حوار شامل يضمّ الفصائل كافة"بدل اللقاءات المنفردة التي تعزز الانقسام". ووعد الأخير بالسعي إلى ترتيب هذا الحوار"في حال توافر الأجواء المناسبة"، كما أعرب الوزير عن انزعاج مصر من الوضع في غزة، مؤكداً أنها"معنية بالتهدئة". وشملت اللقاءات التي عقدها سليمان بالاضافة الى نخالة، رمزي رباح وصالح ناصر من"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"، وعبدالرحيم ملوح وماهر الطاهر وجميل المجدلاوي ورباح مهنا وناصر كسرنا من"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وطلعت الصفدي وبسام الصالحي من"حزب الشعب"، وطلال ناجي من"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، وفرحان أبو الهيجا وغازي حسين من"منظمة الصاعقة"، ووفدين منفصلين من"لجان المقاومة الشعبية". وكان وفد من قياديي حركة"حماس"في غزة زار القاهرة ودمشق لدراسة عرض تهدئة مصري يقضي بوقف العمليات العسكرية المتبادلة مع إسرائيل في قطاع غزة أولاً، على أن تمتد التهدئة إلى الضفة الغربية بعد ستة شهور. وقررت مصر دعوة الفصائل المختلفة لمعرفة موقفها، على أمل أن توافق على الاقتراح قبل نقله إلى إسرائيل وبدء تطبيقه. ورأى عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية"مسؤول قيادتها في الخارج ماهر الطاهر أن"إسرائيل لا تريد تهدئة ولا تريد سلاماً، ففي ما مضى اتفقنا على تهدئة أكثر من مرة ولم تلتزم بها واستمرت في الاعتداء وسياسة الاستيطان طبقاً لبرامجها". وقال إن الجبهة طرحت على المسؤولين المصريين"موضوع الانقسام الفلسطيني وأهمية التوصل إلى حلّ له، على رغم علمنا بالتعقيدات"، مشدداً على أن"استمرار وضع الانقسام غير مقبول". وأضاف"نأمل في الدفع نحو تدخل مصري وعربي جدّي لأن استمرار الانقسام فيه مخاطر على الشعب الفلسطيني". وأشار إلى أن"العنوان الثاني في حوار الفصائل هو منظمة التحرير، وضرورة تطبيق اتفاق القاهرة آذار 2005 القاضي بإعادة تفعيلها". وقال عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية"رمزي رباح ل"الحياة"إن"الجبهة ترى أن التهدئة تتطلب ثلاثة عناصر لضمان نجاحها وحتى تملك مقومات الثبات والاستقرار، أولاً أن تكون شاملة في غزة والضفة حتى لا تنهار، وأن تكون متزامنة ومتبادلة وليست من جانب واحد، وثانياً أن ترتبط بفك الحصار وفتح المعابر لأن الاحتقان والتوتر والشحن لا يتوقف إلا إذا رُفع الحصار عن غزة لدعم التهدئة، وثالثاً أن تكون هناك وحدة موقف فلسطيني والدفع نحو حوار وطني شامل وربما يشكل الاتفاق على عناصر التهدئة عاملاً مساعداً للخروج من حال الانقسام".