قتل يمني واصيب اربعة آخرون بجروح برصاص قوات الامن امس في مواجهات مع متظاهرين كانوا يحتجون، لليوم الرابع، على الاوضاع المعيشية في عدد من مدن جنوب اليمن. لكن مصدراً مسؤولاً في وزارة الداخلية اليمنية نفى وقوع قتلى وجرحى. ونقلت وكالات الانباء عن شهود ان التظاهرات التي بدأت الاحد الماضي استمرت امس لليوم الرابع في محافظاتعدن ولحج والضالع، وان مواجهات اندلعت بين قوات الامن وآلاف المتظاهرين من قدامى ضباط وجنود الجيش الجنوبي وناشطون سياسيون وشبان عاطلون عن العمل، يطالبون بإيجاد حلول لمشكلاتهم. ووقعت اعنف الاشتباكات في لحج حيث اصيب خمسة متظاهرين بالرصاص، توفي احدهم لاحقا. وقال شهود ان متظاهرين قارب عددهم 1500 شخص هاجموا عددا من المباني الحكومية ومقرات حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في مدينة طور الباحة في لحج واشعلوا النار فيها. كذلك انطلقت تظاهرة ضمت قرابة خمسة آلاف شخص في الضالع، ورشق المشاركون قوات الامن بالحجارة فردت عليهم باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع قبل ان تلجأ الى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم. واضاف الشهود ان الجيش نشر دبابات وعربات مصفحة في العديد من المدن الجنوبية حيث يمتد نفوذ"الحزب الاشتراكي اليمني"المعارض. وذكرت مصادر ان عدد المعتقلين وصل الى 120 شخصا. وقرر مجلس النواب اليمني عقد جلسة خاصة السبت لمناقشة التطورات. وقال مصدر مسؤول في قيادة محافظة الضالع ل"الحياة"ان قوات الامن"تقوم بواجبها في منع أعمال التخريب والشغب وملاحقة المتورطين في الاعتداء على المواطنين والممتلكات والمحرضين عليها لينالوا العقاب الرادع أمام القضاء". واضاف"ان الوضع الأمني في الضالع ولحج تحت السيطرة"، مؤكداً"عدم فرض حظر للتجول كما اشيع، بل مجرد تشديد للاجراءات الامنية لوقف اعمال التخريب". واكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه اعتقال سكرتير الحزب الاشتراكي عبدالحميد طالب وعدد من قيادات الاحتجاج. وقال انه يجري التحقيق معهم تمهيداً لإحالتهم على السلطات القضائية، مشيراً الى ان الدكتور عبده المعطري الأمين العام لجمعيات المتقاعدين العسكريين في الضالع والنائب صلاح السنفرة وشلال علي شايع"مطلوبون للعدالة وتجري ملاحقتهم بتهمة ادارة اعمال العنف". وذكر ان الهيئة الإدارية للمجلس المحلي في الضالع التي ينتمي اليها غالبية أعضاء أحزاب المعارضة المنضوية في"اللقاء المشترك"وافقت على الاجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات لإعادة الهدوء الى المحافظة. وكانت أحزاب"اللقاء المشترك"دانت أعمال العنف والشغب التي رافقت الاحتجاجات الغاضبة في محافظاتعدن ولحج والضالع ووصفتها بأنها"مؤسفة"، لكنها دانت في الوقت نفسه حملة الاعتقالات التي تلت المواجهات ودعت الى الافراج فورا عن المعتقلين. وعبر بيان صدر عن المجلس الأعلى لأحزاب"المشترك"عن استغرابه ل"حال الشلل المريب الذي أصاب الأجهزة الأمنية وحال دون النهوض بواجباتها الدستورية والقانونية في الحفاظ على الأمن العام وعلى الطابع السلمي والديموقراطي للحركة الاحتجاجية وفي حماية الممتلكات الخاصة والعامة التي تعرضت للأضرار المادية في ساحة الاحتجاج"، معرباً عن إدانته ل"حملة الاعتقالات السياسية والملاحقات غير القانونية التي طاولت العشرات من قياداته السياسية والميدانية البارزة"، داعيا الى الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وفي مقدمهم عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب"المشترك"في محافظة عدن على منصر محمد. وحمل البيان السلطات"مسؤولية استمرار الاجراءات والممارسات الرسمية اللامسؤولة خارج إطار الدستور والقانون النافذ"، داعياً كافة فروع أحزاب"المشترك"في محافظات الجمهورية اليمنية الى"تنظيم الفعاليات والاعتصامات السياسية السلمية والتضامنية مع ضحايا العنف والنضال السلمي الديموقراطي انطلاقاً من تمسكه بالنضال السلمي والديموقراطي اسلوباً للتغير والتداول السلمي للسلطة". ونفذت أحزاب"المشترك"أمس في مقر الحزب الاشتراكي في صنعاء اعتصاماً رمزياً، قالت إنه يعبر عن موقفها المؤيد لكل أشكال التعبير السلمي الذي يكفله الدستور والقانون.