استمرت أمس حملة الاعتقالات في صفوف الناشطين الضالعين في التحركات الاحتجاجية في جنوب اليمن وسط تبادل للاتهامات بين الحزب الحاكم والحزب الاشتراكي الذي طالت الحملة اعضاء بارزين فيه. وقال شهود عيان ان ثلاثة اشخاص بينهم مدني وضابط وعنصر في القوى الأمنية اصيبوا بجروح امس اثناء حملة تعقب مطلوبين في محافطة لحج الجنوبية. وذكر شهود ايضا أن "أجهزة الأمن اليمنية تواصل تعقب عدد من الاشخاص المطلوبين في الاضطرابات الاخيرة واوقفت امس خمسة من اساتذة كلية التربية بمنطقة صدر بمحافظة لحج". الا ان سكانا في المحافظات الثلاث اكدوا أن الهدوء يسود المناطق التي شهدت اعمال شغب وقامت فيها السلطات بعشرات الاعتقالات علما ان موجة الاحتجاجات الأخيرة اتت على خلفية رفض التحاق شبان جنوبيين في الجيش بعدما تقدموا للتطوع تلبية لدعوة عامة في هذا الخصوص. ولا تزال السلطات تشدد الاجراءات الأمنية في لحج والضالع وشمال عدن. وعمت حركة احتجاجية واسعة في الايام الاخيرة هذه المحافظات الجنوبية جرى خلالها اغلاق الطريق الرئيسية بين عدن وصنعاء بالاطارات المشتعلة والحجارة وتحولت بعض التظاهرات اعمال شغب. وقتل شخص يوم الاربعاء خلال المواجهات مع الشرطة بحسب شهود عيان واصيب عدة اشخاص بجروح، الا ان الداخلية اليمنية نفت سقوط قتيل. من جهته، قال مصدر في السلطات المحلية في الجنوب لوكالة (فرانس برس) امس ان "اجهزة الامن ما زالت تتعقب مجموعة من المطلوبين بينهم خمسة من الناشطين السياسيين البارزين". ولا توجد حتى الآن حصيلة للاعتقالات من قبل المعارضة او من قبل السلطات الا ان شهود عيان واقارب للمعتقلين اكدوا ان الاعتقالات بالعشرات فيما اكد مصدر امني في صنعاء لوكالة (فرانس برس) ان 11شخصا ممن قبض عليهم نقلوا الى صنعاء للاستجواب. ومن المعتقلين علي منصر عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي وحسن باعوم احد ابرز قادة الاحتجاجات وعضو مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي ناصر الخبجي. وقال ياسين نعمان الامين العام للحزب الاشتراكي الذي كان الحزب الحاكم في اليمن الجنوبي السابق، ان حملة الاعتقالات "تستهدف افشال الاحتجاجات السلمية والمشروع الوطني الديموقراطي السلمي في اليمن". واضاف نعمان ان "السلطات تتعمد تجاهل طروحات القوى السياسية وتفسح المجال لاصحاب المشاريع الصغيرة" وحمل السلطات "مسؤولية التداعيات الاخيرة وكل ما يترتب على حملة الاعتقالات العشوائية". من جهته، اكد احمد عبيد بن دغر عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم لوكالة (فرانس برس) ان المتظاهرين "قاموا باعمال تخريبية وبالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطريق وما يجري الان (الاعتقالات) هو وفقا للقانون وبهدف حماية حقوق المواطنين". وتابع في اشارة الى المطالب المعيشية للجنوبيين والتي كانت محور عدة تحركات احتجاجية في الاشهر الاخيرة "نعترف ان هناك مشكلات والدولة والحكومة تعمل على حلها وفقا للبرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام ولكن احداث الشغب والعنف اخلال بالاستقرار". على صعيد آخر، تبادلت الحكومة اليمنية وأنصار المتمرد عبد الملك الحوثي أمس الاتهامات بشأن خروق عسكرية من شأنها الحؤول دون تنفيذ اتفاق ترعاه دولة قطر بين الجانبين منذ فبراير (شباط) الماضي. واتهمت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الالكتروني امس عناصر تابعة للحوثي بمهاجمة موقع عسكري في جبل رداع بمنطقة حيدان في محافظة صعدة القريبة من الحدود السعودية .وأكدت أن القوات المسلحة حريصة على تنفيذ بنود الاتفاقية وقد قامت مؤخراً بالانسحاب الكامل من أربعة مواقع بحضور اللجنة الرئاسية وأعضاء الفريق القطري.ونسبت الوزارة إلى مصدر باللجنة المكلفة بتنفيذ الاتفاق قوله بأن اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق وإحلال السلام بمحافظة صعدة ستعقد اجتماعاً لها غداً (السبت) للوقوف على ما تم تنفيذه من بنود الاتفاق.