أجرت طهران محادثات مع مسؤول روسي رفيع أمس تناولت مقترحات تهدف الى نزع فتيل النزاع النووي مع القوى الكبرى. وأوضح سكريتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في مؤتمر صحافي أمس، انه بحث مع نظيره الروسي فالنتين سوبوليف في سلة مقترحات إيرانية مقبلة، لتسوية المشكلات الكبرى في العالم. وأعلنت ايران هذا الشهر انها ستكشف قريباً عن أفكار تساعد على انهاء النزاع القائم حول برنامجها النووي مع الغرب الذي يشتبه ان طهران تسعى لامتلاك سلاح نووي. وتنفي إيران ذلك وتقول ان الغرض من التكنولوجيا النووية هو توليد الطاقة. وقال جليلي إن"المقترحات التي تتضمنها هذه السلة، تتناول المسائل الكبرى في العالم"، مشيراً في هذا الخصوص الى"المسألة النووية". وأضاف جليلي أن السلة تتألف من"محاور عدة"، تتناول"خصوصاً المسائل السياسية والأمنية"و"ستعرض قريباً"، من دون أن يضيف أي تفاصيل. وتشتبه دول عدة في أن ايران تسعى الى امتلاك السلاح النووي، وهو ما تنفيه طهران بقوة. وتبنى مجلس الأمن حتى الآن اربعة قرارات تتضمن ثلاثة منها عقوبات على إيران، من دون التوصل الى اقناع الجمهورية الاسلامية بتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم والتعاون مع الوكالة الذرية. والتقى سوبوليف في طهران أمس، مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آقازادة، قبل ان يتناول العشاء مع جليلي الذي سيلتقيه اليوم أيضاً. ولم يدل المسؤول الروسي بأي تعليق على تصريحات نظيره الإيراني حول"سلة"المقترحات الإيرانية. وتنجز موسكو خصوصاً بناء اول مفاعل نووي ايراني في بوشهر جنوبايران. وتصادر السلطات الأذرية حالياً قافلة معدات روسية مخصصة للمفاعل الايراني.وأعرب سوبوليف عن امله في ان تجد هذه المسألة حلاً سريعاً. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي هذا الشهر، إن بلاده ستكشف قريباً عن مقترحات"ذات توجه جديد"للمساعدة على انهاء المشكلة الدولية والمشكلات الأخرى. ولم يكشف اي تفاصيل عن طبيعة هذه الأفكار. وصرح مسؤول ايراني بأن كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هاينونن وصل الى طهران أمس، لمناقشة اتهامات دولية بأن ايران أجرت ابحاثاً على كيفية تصنيع قنابل نووية. وزار هاينونن ايران الاسبوع الماضي، في رحلة أعلنت الوكالة الدولية في أثرها ان طهران وافقت على خطوات لتوضيح المعلومات الاستخباراتية بحلول نهاية ايار مايو. وسبق أن نفت ايران هذه المعلومات، معتبرة ان لا اساس لها من الصحة وأحجمت عن التعامل معها في شكل تفصيلي. وقال مندوب ايران لدى الوكالة الدولية علي أصغر سلطانية:"سنتعاون مع الوكالة لأنها المنظمة التقنية الوحيدة ذات الصلة، وفي حالة وجود اي استفسارات او غموض، سنقدم الردود بعيداً من اي دعاية سياسية صاخبة". وأفادت وكالة أنباء"فارس"بأن محادثات هاينونن التي بدأت أمس ستستمر على الأرجح ثلاثة أيام. وفي تقرير قدمه في شباط فبراير الماضي، لمح هاينونن الى صلات في ايران بين مشاريع لمعالجة اليورانيوم، واختبار تفجيرات وتعديل رأس صاروخ، ليصبح قادراً على حمل رؤوس نووية. ووردت هذه المعلومات من جهاز كومبيوتر محمول لمنشق ايراني سلمه الى واشنطن في عام 2004 ومن دول غربية أخرى وتحقيقات الوكالة الدولية نفسها. وتعهد الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون هذا الشهر بتشكيل جبهة موحدة لمنع ايران من تطوير سلاح نووي ربما من خلال تشديد العقوبات. وتفكر القوى الكبرى في تعزيز مجموعة الحوافز المعروضة على ايران اذا اوقفت تخصيب اليورانيوم، الذي يمكن ان يستخدم في الأغراض السلمية والعسكرية على السواء. وترفض ايران التخلي عن برنامجها النووي، مفضلة وضع مقترحات من جانبها لحل النزاع.