حقق الشابان السعوديان خلف الجودي وشقيقه عبدالرحمن حلمهما ليضم موقعهما الخيري للتبرع بالدم "بنك الدم" http://www.freeblood.com في فترة وجيزة أكثر من أربعة عشر ألف مسجل، وليضمنا وصول"قطرة الدم"إلى من يحتاجها في أي مكان"من دون شروط أو تحديد لجنسية معينة". ويؤكد الشقيقان بأن موقعهما لا يهدف إلى الربح، ويكفيهما الفرح الذي يغمرهما عند إنقاذ حياة إنسان بحاجة إلى نقل دم على وجه السرعة. ولا يخفي الشابان طموحهما في التواصل مع متضرري الحروب في الدول العربية، خصوصاً الأطفال من طريق نشر موسع للموقع وتعريف أكبر شريحة من الناس إليه ليكون"موقعاً إسعافياً"من الدرجة الأولى شعاره"أنت إنسان... إذن تهمنا حياتك". يقول مؤسس الموقع خلف الجودي:"نظراً لحاجة البشر المتزايدة للدم وتعدد أسباب الحاجة نتيجة عملية جراحية أو حادث ما، أُنشئ هذا الموقع الخيري على شبكة الإنترنت للتبرع بالدم، ليكون الأول من نوعه في العالم". وتعود قصة إنشاء الموقع إلى منتصف عام 2003، حينها كان خلف يحضر حفل زواج أحد أقاربه، وأجواء البهجة تملأ المكان، وبدأ الهاتف يرن وكان على الجانب الآخر صديقه يستفسر منه عن فصيلة دمه لأن أحد زملائه أصيب في حادث، وتم تنويمه في مستشفى الملك فيصل العام في مدينة الطائف، ويحتاج لفصيلة دم نادرة"B-"، وأخبر خلف صديقه أن نوع دمه من فصيلة أخرى، ثم توجه إلى بعض الحضور في الحفل يسألهم إذا كان أحدهم يحمل الفصيلة المطلوبة، فوجد اثنان فقط، وأحدهما لا يستطيع التبرع بالدم. ويكمل خلف الحكاية:"عندما وصلنا إلى المستشفى، التقينا شقيق المريض، وكان متأثراً لحالة أخيه وسرعان ما فرح بعد أن أخبرناه عن وجود متبرع يحمل الفصيلة المطلوبة، وبدأت أبحث عن طريقة للمساعدة، خصوصاً أن وجود متبرع واحد لا يكفي. توجهت إلى موظف بنك الدم بالمستشفى، وسألته إن كان لديهم بيانات لمن يستطيعون التبرع بفصائل نادرة في حالة الاحتياج لهم فأجاب بأن لديهم سجلاً للمتبرعين في المستشفى، وهو عبارة عن قائمة بأسماء من لديهم القدرة على التبرع، وعندما أخرج الموظف ذلك السجل وجدته قديماً مهلهلاً، فعرفت أنه لن يفيد. فأهملت فكرة السجل فاقترح المتبرع بأن اتصل بالشرطة لتوفر لنا أحد أفرادها الحاملين لنفس الفصيلة، وتم الاتصال بهم وبعد حوالي نصف ساعة أتى أحد الجنود للتبرع". وعندما قرر الشقيقان إنشاء الموقع بحثا عن مواقع مشابهه تقدم الخدمة بالطريقة التي يفكران بها وهي"توفير الدم من دون مقابل"، فوجدا مواقع أجنبيه كثيرة تقدم الدم لمن يحتاج مقابل مبالغ مالية، من دون أن يجدا أي موقع خيري متخصص. ويضيف خلف:"هذا ما جعلنا نؤكد أن التسجيل معنا هو دعوة أخوية لإنقاذ نفس بشرية، لذا فالتسجيل في موقعنا هو تبرع بالدم بطريقة غير إجبارية، ومن يريد التبرع بدمه يدخل بعض البيانات المهمة مثل البريد الإلكتروني وفصيلة الدم ورقم الهاتف. وخلال ستة أشهر أصبحت تأتينا طلبات لتوفير متبرعين بالدم لإخوان في المنطقة الشرقية والرياض وغيرها من مدن المملكة وتوسع الموقع دولياً ليضم حالياً أكثر من أربعة عشر ألف مسجل". ولا ينكر الشقيقان أهمية الرأي الطبي الذي يستندان إليه لتوعية المجتمع بفوائد التبرع بالدم، إذ بإمكان المسجل والزائر للموقع على حد سواء وضع مقالات عن الدم وما يتعلق به، وإرسال الأسئلة والاستشارات الطبية الخاصة بالدم ليتم الرد عليها من قبل أطباء متعاونين.