انسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بعد ظهر امس بعد عملية توغل في مناطق تقع شمال البلدة وشرقها قتلت خلالها مواطناً وأصابت ثمانية آخرين واعتقلت عدداً من السكان وجرفت مساحات واسعة من الأراضي. وقال منسق المبادرة المحلية في بلدة بيت حانون صابر الزعانين ل"الحياة"ان طائرة حربية اسرائيلية أطلقت صاروخاً، ما أدى الى استشهاد المواطن داوود الكفارنة 55 عاماً أثناء وقوفه أمام منزله. وأضاف ان قوات الاحتلال اعتقلت 15 مواطناً، من بينهم 13 من أبناء عائلة حمد خلال عملية التوغل التي بدأت قبل منتصف ليل الأربعاء - الخميس واستمرت نحو 15 ساعة، وشارك فيها نحو 50 دبابة و17 جرافة. وأشار الى أن جرافات الاحتلال هدّمت أسوار منازل ودمّرت البنية التحتية في المناطق التي توغلت فيها، فضلاً عن اقتلاع مئات الأشجار وجرف الأراضي الزراعية الحقلية، كما عمدت قوات الاحتلال الى اعتقال الكثير من المواطنين في البلدة خلال الأيام الأخيرة في علميات توغل محدودة. من جانبها، أعلنت"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الاسلامي"امس أن ناشطيْن من السرايا أصيبا بجروح، أحدهما في حال الخطر، في قصف اسرائيلي استهدف إحدى مجموعاتها أثناء تصديها لقوة اسرائيلية أثناء توغلها في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع امس. "اونروا" إلى ذلك، أعلنت"وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا امس عن وقف أنشطتها، بما فيها تقديم مساعدات غذائية لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني يمثلون أكثر من ثلثي سكان القطاع. وقال الناطق باسم رئاسة"اونروا"عدنان ابو حسنة ل"الحياة"ان"اسرائيل لم تفِ بتعهداتها إدخال كميات من الوقود الى اونروا"، مضيفاً ان"معبر ناحل عوز الواقع على الحدود شرق مدينة غزة كان مغلقاً"امس. وأشار الى أن مئات الشاحنات المخصصة لنقل المواد الغذائية والمساعدات والباصات والسيارات المخصصة لنقل الموظفين والأطباء والمدرسين وطلاب المعهد المتوسط التابع ل"اونروا"، توقفت جميعاً عن العمل اعتباراً من امس وإلى أجل غير مسمى. وكان موزعو وقود فلسطينيون في قطاع غزة وافقوا امس على تقديم شحنة طارئة ل"اونروا"، وقال عضو رابطة أصحاب محطات البنزين في قطاع غزة محمود الخزندار انه سيتم تسليم شحنة من 50 الف لتر من وقود الديزل الى الوكالة، علما ان رابطة أصحاب محطات البنزين في غزة أعلنت الاضراب وترفض تسلم الوقود قرب معبر"ناحل عوز"احتجاجا على خفض اسرائيل الامدادات الى الاراضي. وقال مسؤول اسرائيلي ان صهاريج التخزين في الجانب الفلسطيني من"ناحل عوز"، وهو المعبر الوحيد المستخدم في ضخ وقود الى قطاع غزة بها مليون لتر من الوقود، واتهم حماس بمنع توزيعها. من جانبها، دعت المفوضية الاوروبية امس اسرائيل الى استئناف تزويد قطاع غزة بالمحروقات، معتبرة ان احتمال توقف وكالات الاممالمتحدة عن توزيع الاغذية في القطاع بسبب نفاد الوقود او الديزل امر"غير مقبول". وقال المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال في بيان:"ليس مقبولا ان تبحث الاممالمتحدة تعليق عملياتها الانسانية لمجرد نفاد المحروقات في سياراتها". واضاف انه"من الضروري ان يستأنف تزويد غزة بالمحروقات".