وصف المغرب أمس الأربعاء ب"الشجاع"موقف الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم الذي رأى أن استقلال الصحراء الذي تطالب به جبهة"بوليساريو"غير واقعي. وقالت ميشال مونتاس الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن لا تناقض بين موقف الأخير وموقف موفده الخاص في شأن الصحراء. وقالت"لا تناقض بينهما. ببساطة الأمين العام لم يشأ أن يُقحم في تقرير رأياً في المحادثات الجارية، اعتقة ان هذا الأمر يجب أن يُترك للوسيط الذي يقود المحادثات. ليس هناك تناقض. هو بان يتمسك بتقريره. أما في شأن اقتراح السيد فان فالسوم، هناك مساحة دنيا من حرية الحركة متاحة للوسيط ليكون قادراً على قيادة المحادثات". وفي الرباط، قال الناطق باسم الحكومة المغربية خالد الناصري لوكالة"فرانس برس"إن فان فالسوم"توصل إلى خلاصة شجاعة وواضحة وهي أن استقلال الصحراء خيار غير واقعي ... لأن قيام دولة سادسة في المغرب العربي خيار انتحاري من شأنه أن يزعزع الاستقرار". ويضم اتحاد المغرب العربي خمس دول هي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. وأضاف الناصري:"هذا يدعم قناعاتنا وموقفنا البناء. نأمل بأن يدرك الجزائريون كما جبهة بوليساريو أن من العبث الجري وراء سراب دولة سادسة في المغرب العربي". وفي شأن تصريح سفير جنوب افريقيا في الأممالمتحدة دوميسانو كومالو الذي دافع الثلثاء عن استقلال الصحراء، قال الناصري إن"جنوب افريقيا باتت كالعادة خارج اللعبة". وفي الجزائر، هاجمت الصحافة الجزائرية في شدة أمس الموفد الخاص فان فالسوم، متهمة اياه بالانحياز إلى المغرب. لكن الصحف أشادت في الوقت ذاته بما اعتبرته"تبرؤ"مجلس الأمن الدولي من موقف فان فالسوم خلال جلسته المغلقة الثلثاء. وكتبت صحيفة"لو جون انديباندان"انه"بعد انحيازه الواضح لمصلحة المغرب، تبرأ مجلس الأمن من فان فالسوم"، فيما اتهمت صحيفة"لكسبريسيون"المسؤول الدولي ب"العمل لمصلحة"السلطات المغربية. واعتبرت صحيفة"ليبرتيه"أن فان فالسوم"انتهك صلاحياته كوسيط"وارتكب"خطأ"، عندما اعتبر أن خيار الاستقلال الذي تطالب به"بوليساريو"للمستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمتها الرباط العام 1975"غير واقعي". ورأت أن موقف الأمين العام بان كي مون الذي طالب بمواصلة المفاوضات بين المغرب وبوليساريو"يناقض"موقف فان فالسوم. ولاحظت وكالة الانباء الصحراوية أن مجلس الأمن رفض اقتراح فان فالسوم بعدما"حاول عبثاً اقناع اعضاء المجلس بأن الحكم الذاتي الذي يدافع عنه المغرب هو الأساس الواقعي الوحيد لتسوية النزاع". وأضافت الوكالة أن"بلدين فقط هما الحليفان التقليديان للمغرب وسبق أن أعلنا دعمهما لخطة الحكم الذاتي، أعربا عن تأييدهما لهذه المقاربة"، في اشارة ضمنية الى فرنسا وأميركا.