يثبت سلوك الاخوان المسلمين وممارساتهم أن لدى حركات الاسلام السياسي عداء للقيم الديموقراطية، فهم أقروا الانتخابات البرلمانية مع افراغها من مضمونها، فالفكر الاخواني يعكس انفعالاً عاطفياً وطنياً، أكثر مما يعكس أهدافاً اجتماعية سياسية قوية. لذا اتسعت الفجوة بين الرسالة والتطبق. فاذا افترضنا ان الإخوان هم الذين كانوا تسلموا السلطة بدلاً من الضباط الأحرار عام 1952، فهل كانوا يحملون أي جديد، على رغم بلاغتهم الخطابية وحماسهم المشتعل؟ على الأرجح لا، إن لم يكونوا أسوأ من النظام السابق، بسبب منهجهم الشخصي في معالجة الأمور، الذي يفتقر الى الرؤية العميقة والسليمة لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المختلفة بطرق جديدة. بل ان جميع خطاباتهم وممارساتهم كانت تدل على تعطش للسلطة بغير رؤى سياسية واستعداد للتحالف مع من ثاروا عليهم. فرغبة حركة الإخوان كانت ولا تزال العودة الى المصادر والتشبث بالماضي وفي شكل يفوق الرغبة في التقدم الى الأمام في اتجاه مستقبل لضعفهم الفكري الشديد. وما الإعلان عن الشعارات الديموقراطية سوى تلاعب تكتيكي ظرفي، فهم في واقع الامر يقدمون أنفسهم أوصياء على المجتمع وليس طرفاً سياسياً أو فكرياً يستمد مشروعيته من اقناع الجماهير ببرامجه. عبدالعظيم محمود حنفي - باحث مصري - بريد الكتروني