الاسلام والغرب - 3 كل دين يضم عناصر تسامح وتحامل، وقد تابعت رجال دين من مسيحيين ومسلمين ويهود اجتمعوا في لوس انجليس السنة الماضية لدرس مقاطع في أديانهم تعتبر عدائية نحو الأديان الأخرى الخبر في لوس انجليس تايمز 2/10/2007. القرآن الكريم يقول: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكّمات هنّ أم الكتاب وأُخَر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم... والإمام علي قال إن القرآن"حمّال أوجه". والمؤسف أن التفسير الأصعب أو الأضيق في الآيات المتشابهات، يُختار ويفرض على الناس، ويضيّق الشارحون ما وسّع الله. وكنت أحدّث عضواً في مجموعة حوار الإسلام مع الغرب في المنتدى الاقتصادي العالمي عن وجود أكثر من معنى للكلام الواحد فقال ان هذا في كل دين، ثم حكى لي طرفة يهودية ذات علاقة: ذهب ابراهام الى حاخام الحي وطلب منه ان يشرح له التلمود، أي كتاب قوانين اليهود وتقاليدهم، فقال الحاخام انه سيسأله في البداية سؤالاً بسيطاً: اذا خرج رجلان من داخل مدخنة وكانت ثياب أحدهما قذرة والآخر نظيفة فمن يغسل نفسه. قال ابراهام: القذر طبعاً. فرد الحاخام: لا، لأن القذر سينظر الى النظيف ويعتقد بأنه نظيف مثله فلا يغتسل في حين أن النظيف يرى القذر ويعتقد بأنه قذر مثله فيغتسل. وعاد الحاخام فقال لإبراهام انه سيسأله سؤالاً ثانياً، غير أنه سأل السؤال نفسه، ورد اليهودي مبتسماً انه يعرف الجواب لأن الحاخام أعطاه له قبل لحظة. غير أن الحاخام قال: لا، لأن كل واحد من الرجلين سينظر الى نفسه، وسيغتسل القذر. وعاد الحاخام وسأل ابراهام السؤال مرة ثالثة، ورد ابراهام انه لا يعرف فقد يكون الجواب هذا الرجل أو ذاك بحسب شرح الحاخام. وقال الحاخام: لا، كيف تتصور ان رجلين ينزلان من المدخنة نفسها فيتسخ احدهما ويبقى الآخر نظيفاً. وقال ابراهام انه محتار لأن الحاخام اعطاه ثلاثة أجوبة مختلفة عن سؤال واحد. ورد الحاخام: هذا هو التلمود. - عندما كنت في جامعة جورجتاون طلب مني صديقي واستاذي هشام شرابي ان اكتب دراسة تظهر ان الإسلام اعطى المرأة حقوقها. غير أنني حاولت ووجدت في النهاية ان المرأة تظل غير مساوية للرجل في القرآن الكريم، والآيات معروفة مثل: الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض... هناك آيات تقدم الرجل بوضوح، وأخرى تبدو وكأنها تساوي بين الجنسين: ولهُنّ مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة... أني لا أُضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى... ولا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن... والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض... ... ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة... الإسلام لم يساو بين الرجال والنساء غير أن الدراسة التي عملت عليها في جورجتاون طلعت بنتيجة غير متوقعة... لي وللدكتور هشام شرابي على الأقل. في العهد الجديد من الكتاب المقدس دور مريم العذراء محدود جداً، فهي بعد وضع المسيح تكاد تختفي، وانجيل مرقس يقول انها انجبت أخوة غير أشقاء للمسيح ويسأل: أليس هذا النجار ابن مريم اخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أو ليست اخواته عندنا هنا؟ 6 - 3 وفي انجيل متّى اشارة الى المسيح وأخوته. في القرآن الكريم مريم لها سورة تحمل اسمها، وهي مذكورة باسمها في أماكن اخرى أو بالإشارة مثل"عيسى وأمه"، وهي في القرآن الكريم تحدث كبير الملائكة جبريل الذي لا يحدّثه في التقليد الإسلامي سوى الانبياء، ما جعل بعض علماء الاندلس مثل ابن حزم يعتبرها نبية. وأكمل غداً.