دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الى "تنقية" الكنيسة الكاثوليكية في الولاياتالمتحدة مما لحق بها من جراء تورط عدد من رجال الدين في فضائح جنسية واعتداءات جنسية على الأطفال. جاء ذلك في كلمة للبابا ألقاها خلال قداس أقيم في كاتدرائية القديس باتريك في حي مانهاتن في مدينة نيويورك. وحضر القداس عدد كبير من القساوسة والشمامسة وأعضاء في جماعات دينية. وقال البابا إن هذه الاعتداءات تسببت بآلام للضحايا وإساءات لسمعة الكنيسة الكاثوليكية. وكان البابا التقى بآلاف من ضحايا هذه الاعتداءات يوم الخميس الماضي، وتحدث إليهم، وقال إن الكلمات عاجزة عن وصف المعاناة والآلام التي عانوا منها بسبب هذه الاعتداءات. ودافع البابا خلال زيارته للولايات المتحدة التي تستمر ستة أيام، وهي الأولى بصفته رأس الكنيسة الكاثوليكية، عن حقوق الإنسان، وذلك في كلمة ألقاها في الأممالمتحدة. وكان مقرراً أن يزور الأحد موقع برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك اللذين انهارا في هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 ، ثم يقيم قداساً في ملعب يانكي، قبل أن يعود الى روما. وقال البابا في كلمتة أمام رجال دين الكنسية الكاثوليكية في الولاياتالمتحدة:"اصلي معكم من اجل المباشرة بتنقية كل كنيسة وكل طائفة دينية ومن اجل بلسمة الجراح". وأضاف:"أشجعكم على التعاون مع رجال دين الكنيسة الذين يعملون من اجل وضع حد لهذه المشكلة"يذكر ان اكثر من 4000 رجل دين في الكنسية الكاثوليكية في الولاياتالمتحدة تورطوا منذ عام 1950 في اعتداءات جنسية على أطفال. وأشار البابا الى ان هذه الفضائح لم تلحق الضرر بالضحايا فقط بل أدّت الى تدهور مكانة الكنيسة في المجتمع الأميركي الذي"يبدو انه لم ينس الله فقط بل بات يشمئز حتى من المبادئ الأساسية للأخلاق المسيحية". من جهة أخري، أشار مسؤول الفاتيكان المكلف بمتابعة القضايا المرفوعة من قبل أشخاص تعرضوا لاعتداءات جنسية من قبل رجال الدين في الكنيسة حول العالم الى ان الفاتيكان يدرس تعديل قانون خدمة رجال الدين في الكنيسة ليتسنى طرد رجال الدين المتورطين باعتداءات جنسية على الأطفال. الى ذلك، تحدث البابا بنديكتوس السادس عشر عن شبابه في ظل النازية النظام الذي وصفه بأنه"تنكر لله واصبح هكذا غير مبال تجاه كل ما هو حقيقي وجيد". وكان البابا يتحدث في لقاء مساء السبت في دير مار يوسف 20 كلم من وسط نيويورك شارك فيه حوالى عشرين ألف شاب كاثوليكي.وقال البابا الألماني الأصل ان سنوات مراهقته"طمسها نظام مشؤوم كان يعتقد انه يمتلك كل الأجوبة. ازداد نفوذه قبل ان يعرف بأنه مسخ وكما كان فعلًا". يذكر ان البابا واسمه المدني جوزف راتزينغر, ولد في 16 نيسان ابريل 1927 في بافاريا وطوع بالقوة في الجيش النازي خلال الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.