جرت في الباراغواي أمس، انتخابات رئاسية تاريخية، يتوقع ان تؤدي الى انتقال مقاليد الحكم الذي يمسك به حزب كولورادو المحافظ منذ اكثر من ستين سنة والممثل للمرة الأولى بسيدة, الى أسقف سابق. وخلع فرناندو لوغو ثوبه الكهنوتي كأسقف أواخر 2006 لقيادة الائتلاف اليساري:"التحالف الوطني من اجل التغيير"الى الانتخابات الرئاسية التي تُجرى لدورة واحدة, وهو يشكل منذ ذلك الحين التهديد الأخطر على الحزب المحافظ بعد 61 سنة من الهيمنة المطلقة. وقال لوغو للصحافيين بلهجة هادئة واثقاً من تحقيق الفوز التاريخي لتشكيله الذي وصفه ب"التقدمي":"إننا سنفوز". أمّا حزب كولورادو فيجازف برهانه في هذا البلد"الذكوري"على سيدة لتمثيله هي بلانكا اوفيلار وزيرة التربية السابقة لتكون المرأة الأولى التي تخوض السباق لتولي أعلى مناصب الدولة. وللمرة الأولى هذا الأسبوع، توقعت المرشحة المحافظة بنفسها الهزيمة وأكدت لمواطنيها أنها ستحترم نتيجة تصويتهم. وقالت:"إن خسرت الانتخابات ولو بفارق صوت واحد سأقبل النتيجة. لكني اطلب الانفتاح والكبر نفسه والموضوعية نفسها من المرشحين الآخرين". وعبر الجنرال المتقاعد اليميني لينو افيدو من حزب"يوناس"عن ثقته من"النصر"بعدما جاب"كامل القرى والمقاطعات تقريباً في البلاد". وأفادت آخر استطلاعات الرأي أن لوغو يحظى بتأييد 34 في المئة من الناخبين، فيما المنافسة على اشدها بين اوفيلار وافيدو اللذين حصلا على 28.5 و29 في المئة على التوالي. وقال فرنسيسكو كابلي الخبير السياسي والمحلل في اسونسيون ان لوغو"يتقدم بخمس نقاط على الآخرين منذ ثلاثة اشهر، ولا يتوقع ان يتغير الأمر، وهو يمكن ان يفوز". وأفادت مصادر أن"أعضاء كولورادو ضاقوا ذرعاً من رؤية الجماعة نفسها تملأ جيوبها، لذا هناك من سيصوت هذه المرة للوغو". وفتحت مراكز أبوابها أمام حوالى ثلاثة ملايين ناخب سيختارون رئيسهم لولاية من خمس سنوات وكذلك نائب الرئيس وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب وحكام المقاطعات. وعاد مئات الباراغوايين المهاجرين من الأرجنتين الى بلادهم خصيصاً للإدلاء بأصواتهم بحسب عناصر الجمارك الذين توجهت اليهم الصحافة المحلية بالأسئلة عند الحدود حيث عززت تدابير الرقابة لهذه المناسبة. وطيلة هذا الأسبوع، أشار الرئيس المنتهية ولايته نيكانور دوارتي الذي ينتمي الى حزب كولورادو الى وجود"مثيري فتن فنزويليين واكوادوريين"جاؤوا ليشوشوا على العملية الانتخابية. وحذر دوارتي من مغبة"اي تدخل أجنبي"، مشيراً بإصبع الاتهام الى نظيريه الفنزويلي هوغو تشافيز والاكوادوري رفاييل كوريا. لكنه حرص على طمأنة مواطنيه في الوقت ذاته، داعياً الجميع"لعدم الخوف والبقاء في المنزل الأحد لأننا نضمن احترام القوانين". وعندما سئل لوغو بدوره من قبل الصحافيين عن الخشية من احتمال وقوع أعمال عنف، عبر عن ثقته الجمعة بأن الانتخابات سُتجرى"في هدوء واحترام". وكتبت صحيفة"اي بي سي"أن"الشعب يصلي"من اجل"ان يندرج عهد جديد في تاريخ الباراغوي"يفتح الطريق أمام"النهوض الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي لهذا البلد".