في تصعيد يسبق هدوءاً متوقعاً خلال الأيام القليلة المقبلة، نفّذ مقاتلون من حركة "حماس" هجوماً كبيراً على معبر"كرم أبو سالم"جنوب شرقي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، استشهد فيه ثلاثة منهم، وجرح 13 جندياً اسرائيلياًً، فيما استشهد رابع في غارة اسرائيلية على سيارة مدنية في المدينة نفسها، وخامس في قصف استهدف عدداً من الناشطين في مدينة غزة. وقالت"كتائب الشهيد عزالدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"إن الشهداء هم غسان ارحيم من حي الزيتون في مدينة غزة، وأحمد ابو سليمان من مدينة رفح، ومحمود ابو سمرة من مدينة دير البلح، استشهدوا في عملية مركبة تتضمن تفجير أربع سيارات مفخخة انفجرت ثلاثة منها، في حين قالت قوات الاحتلال الاسرائيلي أن واحدة فقط انفجرت قرب عدد من الجنود الاسرائيليين. وأطلقت الحركة إسم"نذير الانفجار"على العملية الفدائية التي استهدفت معبر كرم ابو سالم الواقع عند نقطة تلاقي الحدود الفلسطينية - المصرية - الاسرائيلية، وهو معبر مغلق منذ فترة طويلة، ولا تسمح سلطات الاحتلال سوى بإدخال مساعدات عينيّة للفلسطينيين عبره. وكشف الناطق باسم كتائب القسام"ابو عبيدة"في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة امس ان"أربع سيارات مفخخة تقدمت عند السادسة من صباح امس في اتجاه معبر كرم ابو سالم الذي يعتبر أكثر المواقع تحصيناً". وقال إن"المقاومين أدخلوا سيارتين داخل المعبر وفجروهما في الجنود الاسرائيليين، كما تم تفجير سيارة أخرى على بوابة المعبر، أما السيارة الرابعة فانسحبت بسلام من المكان". وأضاف ان"المقاومين اشتبكوا بالرشاشات وقذائف الهاون مع الجنود الاسرائيليين داخل المعبر"، مشيراً الى وقوع"قتلى وجرحى"في صفوف الجيش الاسرائيلي. واعتبر ان العملية بداية عمليات"القسام"لفكّ الحصار عن الشعب الفلسطيني. واعتبر قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي يوآف غالنت أن العملية الهجومية هي الأكبر منذ تطبيق خطة فك الارتباط عن غزة عام 2005. وأشار إلى أن العملية كانت تهدف إلى قتل عدد كبير من الجنود إلى جانب محاولة أسر جنود من خلال استخدام المصفحات. واتهم غالنت، الذي تفرض قواته حصارا مشددا على قطاع غزة، حركة"حماس"باستخدام المعبر الذي قال انه يستخدم لنقل المساعدات الإنسانية، من أجل تنفيذ عمليات ضد قوات الجيش. واعتبر أن العملية فشلت بسبب جهوزية القوات. ويسود اعتقاد على نطاق واسع ان التصعيد الاسرائيلي، الذي يقابله تصعيد فلسطيني أيضاً في الأيام الماضية، ما هو إلا العاصفة التي تسبق الهدوء خلافاً للقول الشائع الهدوء الذي يسبق العاصفة. فالمعلومات الواردة من القاهرة ودمشق وأيضاً المتداولة في غزة، تشير الى قرب التوصل الى تهدئة مع اسرائيل في القطاع أولاً، سيتبعها فتح المعابر، خصوصاً معبر رفح. وقالت مصادر فصائلية في غزة ل"الحياة"إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد أشياء جيدة في الساحة الفلسطينية، خصوصاً في القطاع، في تلميح الى التوصل الى تهدئة، وربما إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين في مقابل إطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير منذ نحو عامين في غزة غلعاد شاليت. وفي أعقاب العملية، شنت طائرة حربية اسرائيلية غارة على سيارة مدنية في مدينة رفح، ما أدى الى استشهاد المواطن معين حمدونة، وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة. وسبق هذه الغارة قصف مدفعي اسرائيلي استهدف تجمعاً لعدد من الناشطين في منطقة تقع شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة امس، وأسفر عن استشهاد الناشط في"كتائب القسام"إيهاب ابو عمرو 21 عاماً وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة. ودارت اشتباكات عنيفة بين"كتائب القسام"وقوات اسرائيلية توغلت شرق الحي، وقالت أجنحة عسكرية فلسطينية إنها أطلقت عشرات الصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون على بلدات اسرائيلية ومواقع عسكرية محاذية للقطاع امس رداً على العدوان الاسرائيلي المتواصل. يذكر ان أربعة جنود اسرائيليين قتلوا خلال الأيام الأخيرة، ثلاثة منهم في مكمن نصبه ناشطون من"كتائب القسام"فجر الأربعاء الماضي، والرابع متأثراً بجراحه.