وجهت اليابان ضربة"مزدوجة"الى الصناعة الالكترونية عالمياً، عبر مشروعين استراتيجيين يتناولان التلفزيون الذي يُمسك قلب الإعلام العام راهناً. وسجلت امبراطورية الشمس سبقاً في إطلاق"التلفزيون الرقمي الارضي"، الذي يُمكّن أقنية التلفزة العادية من وضع برامجها على الخليوي والكومبيوتر المحمول والمفكرات الالكترونية وأجهزة المساعد الرقمي الشخصي وغيرها. باختصار يمكن التقاط برامج التلفزيون العادي، بأقنيته الارضية، عبر أي جهاز الكتروني يقدر على التعامل مع موجات الخليوي، التي تتشكل من موجات راديو. وفي معرض"سي بت للاتصالات 2006"الذي اختُتم قبل أيام قليلة في مدينة هانوفر الالمانية، عرضت مجموعة من الشركات العملاقة أجهزة خليوية متطورة تتمتع بالقدرة على التقاط البث الأرضي الرقمي. واعتُبر ذلك مؤشراً الى الاتجاه الاستراتيجي الذي تسلكه الخليويات في تطورها. وبقول آخر، فان الخطوة المقبلة في الخليوي تتمثّل في صنع هواتف محمولة تلتقط البث المتلفز الرقمي. وبذا، وضعت اليابان نفسها في مقدم دول العالم التي تطرح مثل تلك الخدمة التلفزيونية، المتوقع ان تنتشر عالمياً بسرعة، خصوصاً ان سوق الخليوي الدولي تخطى 1.5 بليون جهاز. وفي السياق ذاته من صعود أهمية الترفيه البصري ومواده بالنسبة الى صناعة"هاي تيك"، أطلقت شركة"توشيبا"اليابانية مُشغّلات لاسطوانات الفيديو الرقمية"دي في دي"من النوع الذي يُسمى"التحديد العالي"، ترجمة للمصطلح التقني"هاي ديفينيشن"الذي يعتمد كلياً على التقنيات الرقمية"ديجيتال". ومعلوم ان أجهزة التلفزة دخلت مرحلة"التحديد العالي"قبل سنوات، ويتلاءم التلفزيون العالي التحديد مع ميل محطات التلفزة العالمية الى دخول مرحلة البث الرقمي. وللدلالة على أهمية خطوة"توشيبا"، يكفي القول ان الجزء الأخير من سلسلة أفلام"هاري بوتر"كأس النار، باع أكثر من 5 بلايين اسطوانة"دي في دي"في الولاياتالمتحدة في اليوم الاول من اطلاقه مطلع آذار مارس المنصرم. ويعطي ذلك مؤشراً الى السوق الهائلة التي طاولتها مُشغّلات"توشيبا"، يتوقع ان تجذب جمهور اسطوانات"دي في دي"بفضل النوعية المتقدمة للفرجة البصرية التي توفرها للمستخدمين. وتُظهر استطلاعات الرأي أن سبعين في المئة من اليابانيين يرحبون بمشاهدة بث التلفزيون الارضي على أجهزة محمولة. من ناحية أخرى، تمثل مُشغلات"توشيبا"فصلاً جديداً من منافستها الشرسة مع شركة"سوني"في سوق الفيديو الرقمي. وتعتمد"سوني"على تقنية"الليزر الازرق"في صنع مُشغلات متطورة لاسطوانات"دي في دي". وسبق لعالم الترفيه البصري ان شهد منافسة مُشابهة في الثمانينات من القرن العشرين، عندما دار صراع للسيطرة على سوق الفيلم المنزلي بين اشرطة فيديو"بيتاماكس"و"في اتش اف". وتبنت"سوني"النوع الأخير من الأشرطة، التي تمكنت من الانتصار في تلك المعركة.