تشكو مؤسسات تسويق إقليمية من نقص كبير في الكوادر العربية المتخصصة في مجال الإعلان، فتستعين بالأجانب لمواجهة نقص المتخصصين والمبدعين في هذا المجال، ولتلبية الطلب المتنامي على الإعلانات في المنطقة التي تشهد طفرة عمرانية ومالية واقتصادية غير مسبوقة، بفعل الارتفاع القياسي لأسعار النفط. ويرى المدير العام لشركة"فلاغشيب"للحلول التسويقية المتكاملة شادي الحسن، أن"النقص الهائل في المواهب العربية قد يشكل عائقاً أمام النمو والمحافظة على المعايير العالمية في قطاع الإعلان". وطالب خبراء بلدان المنطقة، المباشرة في تأهيل الفئات المتخصصة وذوي المواهب والمعرفة لإدارة العدد المتنامي من العلامات التجارية الوافدة إليها". ودعا الجمعيات الإعلانية إلى"تحمل مسؤولياتها للارتقاء بصناعة الإعلان العربي وأخذ معايير التخصص والإبداع والابتكار في الاعتبار". وتوقع أن يواجه القطاع مزيداً من النقص خلال السنوات الثلاث المقبلة، في ظل ارتفاع الطلب على"الكفاءات العربية التي تملك معرفة معمقة باختصاصات السوق، وثقافة الجماهير المستهدفة في ضوء التطور الكبير الذي تشهده قطاعات اقتصادية كثيرة"، وأشار إلى أن الشح الكبير يكمن في اختصاصات تتطلب خبرات شمولية في الخطط الإعلانية المناسبة ومعرفة احتياجات المستهلكين. وتشير إحصاءات المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية بارك إلى إن إجمالي الإنفاق الإعلاني في الأسواق الخليجية والمشرق العربي بلغ العام الماضي 7.96 بليون دولار وتعتبر الإمارات من اكثر الدول العربية إنفاقاً على الإعلان، 1.3 بليون دولار العام الماضي، تليها السعودية 998 مليون دولار، ومصر 934 مليوناً، والكويت 644 مليوناً، وقطر 292 مليوناً، ولبنان 278 مليون دولار. بينما بلغ إجمالي الإنفاق الإعلاني في الأسواق العربية الباقية، المشمولة بدراسات بارك، 546 مليون دولار. وتواجه منطقة الخليج تحديات محورية، تتمثل في شح المواعب العاملة في اختصاصات الإعلان على رغم ان العالم العربي يتشارك في الثقافة واللغة والقيم نفسها ويفترض ان يعمل هذا التجانس على تعزيز الموارد البشرية. وأشار الحسن إلى أن السوق الخليجية"تمثّل فرصة مناسبة للاختصاصيين العرب لكسب معارف وخبرات عالمية من نظرائهم الأجانب. وضرورة البدء بتهيئة المواهب العربية لقيادة دفة الإعلان العربي". ولاحظ خبراء أن فلسفة الإعلان في المنطقة العربية تغيرت وارتقت من مجرد الترويج لسلعة، إلى استثمار في هوية الشركات وعلامتها والمشروعات والمنتجات المعلن عنها، من ضمن رؤية بعيدة لتحقيق قيمة مضافة. ورصد تقرير"بارك"تنامياً في حجم الإعلان الخليجي عاماً بعد آخر، غير أن حصة الفرد الخليجي من الإنفاق الإعلاني لا تزال أدنى من حصة الفرد من الإنفاق الإعلاني في أوروبا وأميركا وآسيا. وتقدر أوساط قريبة من صناعة الإعلان نصيب الفرد في المنطقة من الإنفاق الإعلاني، بين 30 و 100 دولار سنوياً، بينما يتراوح المعدل العالمي بين 300 و600 دولار. وأظهر تقرير حديث لمؤسسة"تنميات"الخليجية، ان قطاع العقارات سلب قطاع البنوك والاتصالات رياديته في سوق الإعلان الخارجية، فأصبحت اللوحات الخارجية هدفاً للشركات العاملة كافة في قطاع العقارات. وتشير إحصاءات إلى أن حجم الإنفاق على اللوحات الإعلانية الخارجية في منطقة الخليج يصل إلى بليوني دولار سنوياً، وتعد المملكة العربية السعودية الأولى في الإنفاق عليها، تليها الإمارات، حيث ينمو القطاع بنسبة 22 في المئة سنوياً.