أكّد خبير إقليمي متخصص في مجال التسويق أن معدلات الطلب على الخبراء العرب العاملين في قطاع الإعلان سوف تزداد بشكل متنامي في السنوات الثلاث المقبلة. وقال شادي الحسن، مدير عام شركة فلاجشب للحلول التسويقية المتكاملة أن ندرة الكفاءات ستواصل تصاعدها لا سيما في الاختصاصات التي تتطلب ممارسات التخطيط الاستراتيجي والتصميم الإبداعي. وتوقع الحسن ان يرتفع الطلب على الكفاءات العربية الذين يملكون معرفة معمقة باختصاصات السوق وثقافة الجماهير المستهدفة في ضوء التطور الكبير الذي تشهده كافة القطاعات الاقتصادية في المنطقة مشيراً إلى أن الشح الكبير يكمن في اختصاصات تتطلب خبرات شمولية في مجال وضع الخطط الإعلانية المناسبة ومعرفة احتياجات المستهلكين. وأضاف الحسن: «تواجه المنطقة تحديات محورية تتمثل بشح إعداد المواهب العاملة في اختصاصات الإعلان. ويتشارك العالم العربي الثقافة واللغة والقيم نفسها، حيث من المفترض أن يعمل هذا التجانس على تقليل الندرة في الموارد البشرية العاملة في قطاع الإعلان من خلال الاستعانة بالموارد بشرية العربية بين الأسواق العربية المختلفة». وأشار إلى أنه في سوق عمل إعلاني يتصف بدرجة منافسة حادة كسوق الشرق الأوسط، تشكل الموارد البشرية القوى المحركة والداعمة لنجاح أي شركة بغض النظر عن سمعتها الدولية أو شبكة علاقاتها. وهذا ما يفسر التنافس الحاد على المواهب ولا سيما الاختصاصيين العرب اللذين يجيدون لغات أجنبية أخرى. وأوضح الحسن ان شركات المنطقة تعاني من نقص أعداد المتخصصين لذلك يتم الاستعانة بعقول أجنبية لمواجهة خطر نقص أعداد المتخصصين والمبدعين في هذا المجال. ونتوقع ان تأخذ عملية تدريب وتأهيل المواهب المحلية حوالي ثلاثة أعوام لملء الشواغر في المواقع المتوسطة والعليا. ويكمن النقص الأكبر في المناصب العليا وخاصة عندما تكون متطلبات العمل تشمل الإجادة العالية باللغات الأجنبية وحيازة الخبرات الدولية. وأشار الحسن ان السوق الخليجية تمثّل فرصة مناسبة للاختصاصيين العرب لكسب المعارف والخبرات العالمية من نظرائهم الأجانب. وانه من الضروري أن نبدأ بتهيئة المواهب العربية لقيادة دفة الإعلان العربي. وقال إن النقص الهائل في المواهب العربية يشكل عائقاً في وجه النمو والمحافظة على المعايير العالمية في قطاع الإعلان. وعلى المنطقة البدء بتأهيل الفئات المتخصصة وذوي الموهبة والمعرفة لإدارة العدد المتنامي من العلامات التجارية التي تأتي إلى المنطقة». ودعا الحسن الجمعيات الإعلانية لتحمل مسؤولياتها للارتقاء بصناعة الإعلان العربي آخذين بعين الاعتبار معايير التخصص والإبداع والابتكار.