سيول، بكين، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - اكدت كوريا الشمالية ان احداً لا يستطيع توقع العواقب التي يمكن ان تنجم عن مشاركة حاملة الطائرات الأميركية «يو اس اس جورج واشنطن» التي تعمل بالطاقة النووية في مناورات جوية بحرية مع كوريا الجنوبية في البحر الاصفر غداً، فيما تعهد وزير الدفاع الكوري الجنوبي الجديد كيم كوان جين برد «اقوى مئة مرة» اذا شن جيش الشمال هجوماً. ووعدت بيونغيانغ بأن «تضرب بلا رحمة» اذا انتهك مجال سيادتها، خصوصاً في البحر الاصفر. وقالت «لجنة اعادة توحيد كوريا سلمياً»، الهيئة الحكومية الكورية الشمالية، «سيبقي جيشنا المدفعية جاهزة، واذا تجرأ الغزاة على دخول ارضنا او مجالنا الجوي او البحري، فسنحول قلب اعدائنا الى بحر من النار». وأضافت اللجنة ان «المناورات الأميركية الكورية الجنوبية تشكل عملاً عسكرياً استفزازياً آخر غير مقبول ضدنا». وفي تعليق بعنوان «من المسؤول عن وقوع الاشتباك العسكري؟»، كتبت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية» «ان اعلان الولاياتالمتحدة عن اجراء تدريبات بحرية مع القوات الكورية الجنوبية بمشاركة حاملة طائراتها بعد حادثة يونبيونغ مباشرة يؤكد بوضوح ان الولاياتالمتحدة هي المجرم الرئيسي الذي خطط عن عمد للحادثة ونفذها من خلف الكواليس». وكانت بكين عارضت اول من امس ايضاً تنظيم المناورات، محذرة من «اي عمل عسكري غير مسموح به قبالة سواحلها». ورد ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتأكيد ان المناورات «ليست موجهة ضد الصين، بل طبيعتها دفاعية وتهدف الى تعزيز الردع ضد كوريا الشمالية». وزاد: «نعمل في شكل روتيني منذ سنوات في المياه الواقعة قبالة شبه الجزيرة الكورية، والاستفزازات الاحدث نفذتها كوريا الشمالية، ويجب ان تتحمل مسؤوليتها، وليس نحن». واعتبر الأميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة ان «الطموحات النووية الكورية الشمالية وعدم القدرة على التكهن بتصرفات الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل زادت التهديد بعدم الاستقرار الاقليمي». وأضاف: «يصعب معرفة سبب عدم ممارسة الصين ضغطاً اكبر. اشعر انها تحاول السيطرة على كيم الابن، لكنني لست اكيداً من امكان تحقيق ذلك، اذ انه ليس شخصاً يمكن الوثوق به». والتقى وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي السفير الكوري الشمالي لدى بكين، وتحدث هاتفياً مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: «الأولية القصوى الآن تتمثل في إبقاء الوضع تحت السيطرة، وضمان عدم تكرار أحداث مماثلة». تشييع جنديين في سيول وأمس، شيّعت كوريا الجنوبية الجنديين اللذين قتلا في القصف الكوري الشمالي الذي استهدف جزيرة يونبيونغ الثلثاء الماضي، في جنازة رسمية اجريت قرب سيول بثها التلفزيون الرسمي مباشرة، وشارك فيها عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين الكوريين الجنوبيين وعائلتا الجنديين. وقال رئيس اركان البحرية الكورية الجنوبية يو نك جون امام صورتي الجنديين اللتين احيطتا بورود بيضاء: «سنثأر بالتأكيد لموتكما». كما دعا حوالى ألف عسكري سابق في البحرية الكورية الجنوبية الى الانتقام، خلال تظاهرة نظموها وسط العاصمة الكورية الجنوبية وأحرقوا علماً كورياً شمالياً وصوراً لزعيمها كيم يونغ ايل وابنه ووريثه المرجح كيم جونغ اون. ورددوا: «فلنتحد وننتقم»، وقال احدهم: «نحن مستعدون لاختراق خط الجبهة اذا طلب منا ذلك». ورأت الصحف الكورية الجنوبية ان وزير الدفاع الجديد يجب ان يصلح القدرات العسكرية لسيول بالكامل كي يستطيع الجيش الرد في شكل اسرع وأقوى على اي هجوم كوري شمالي جديد. وكتبت صحيفة «كوريا جونغانغ» ان «وزير الدفاع الجديد ينتظره عمل شاق»، مؤكدة ان «صدقية الجيش وقدراتها اصبحت موضع تشكيك كبير». وأضافت ان «الحكومة والشعب والجيش قللوا من القدرة العسكرية لكوريا الشمالية بسبب اقتصادها المتردي». وأوردت صحيفة «كوريا هيرالد»: «ادركنا ان القوات في جزيرة يونبيونغ لم تكن مجهزة في شكل مناسب للرد بفاعلية على الهجوم القاتل لمدفعية الشمال، لذا يجب ان يؤمّن الجنوب قوة نار ساحقة، ويسمح لطائراته الحربية بشن هجمات مضادة». ودعت صحيفة «كوريا تايمز» ايضاً الى إصلاح الجيش الذي «يشهد مرحلة اضطراب». وكتبت: «من دون تشجيع الجنود وإصلاح الجيش يمكن ان تواجه الأمة تكراراً للإهانة في مواجهة نزعة المغامرة العسكرية لكوريا الشمالية». ورجحت وسائل إعلام زيادة كوريا الجنوبية إنفاقها الدفاعي في شكل كبير العام المقبل. وأفادت صحيفة «كوريا ايكونوميك ديلي» بأن «الحكومة اقترحت زيادة نسبتها 5.8 في المئة في موازنة الدفاع لعام 2011، وصولاً الى 27 بليون دولار لشراء مزيد من المدفعية ذاتية الدفع وطائرات قاذفة مقاتلة»، علماً ان الزيادة المقررة للعام 2011 تبلغ 3.6 في المئة. وفيما ادى القصف غير المسبوق منذ انتهاء الحرب بين الكوريتين (1950-1953) الى مقتل مدنيين اثنين كوريين جنوبيين ايضاً، اعلنت كوريا الشمالية انه «إذا صح مقتل مدنيين في الهجوم على جزيرة يونبيونغ، فإنه أمر مؤسف جداً، خصوصاً ان قصفنا طاول قاعدة عسكرية فقط. يجب أن يتحمل العدو مسؤولية الاشتباكات التي نتجت من اتخاذه تصرفاً غير انساني عبر اقامة درع بشري من مدنيين حول مواقع المدفعية، وداخل المنشآت العسكرية»، علماً ان القصف دمر عشرات المنازل ايضاً.