يبدأ الرئيس فلاديمير بوتين غدا الأربعاء زيارة رسمية لليبيا، هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين موسكووطرابلس، وآخر زيارة خارجية يقوم بها الرئيس الروسي قبل مغادرته منصبه في السابع من الشهر المقبل، وذلك في مسعى إلى إحياء مشاريع تعاون مشتركة مع الليبيين، بعد جمود سيطر على علاقات البلدين لسنوات. وأعلن الكرملين أمس أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة تلقاها بوتين من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وينتظر أن يتطرق الجانبان خلالها إلى الملفات الأقليمية والدولية التي تهم موسكووطرابلس. لكن التركيز سينصب، بحسب المصادر الروسية، على سبل دفع التعاون الثنائي وإحياء مشروعات مشتركة كان الإهتمام بها تراجع بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي. ومن المتوقع أن يشكل ملف الديون السوفياتية المستحقة لروسيا عنصرا أساسيا على جدول أعمال المحادثات، خصوصا أن كثيرين يعتبرون هذا الملف العقدة الأساسية التي عرقلت دفع التعاون وتنفيذ عقود موقعة بين البلدين منذ سنوات. وكان نائب وزير المال الروسي ديمتري بانكين أعلن أخيرا أن بلاده"تواصل مفاوضات جادة ومكثفة مع الجانب الليبي للتوصل إلى تسوية مرضية في ملف الديون". ولم تستبعد مصادر تحدثت إليها"الحياة"أن يتم خلال زيارة بوتين اعلان إتفاق شامل في هذا الشأن يتضمن ربط سداد الديون بتوقيع عقود وفتح مجالات جديدة للتعاون، مثلما حصل خلال زيارة بوتين للجزائر قبل عامين، عندما سوى الطرفان ملف الديون السابقة والبالغة قيمتها نحو ثماني بلايين دولار عن طريق توقيع صفقات تسلح كبرى. لكن، بخلاف المثال الجزائري، رجحت المصادر الروسية أن يتم التركيز خلال زيارة بوتين لطرابلس على إحياء عقود قديمة في مجالات الطاقة والتعاون في الإستخدام السلمي للطاقة الذرية، وليس على التسلح. وتعول موسكو على نجاح الزيارة التي مهد لها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف خلال زيارته طرابلس الشهر الماضي في كسر الجمود الذي أصاب علاقات البلدين منذ سنوات، ويكفي للمقارنة أن حجم التبادل التجاري الإقتصادي بين البلدين بلغ في العهد السوفياتي نحو بليون دولار من دون حساب قيمة الصادرات العسكرية، فيما تراجع خلال السنوات الأخيرة إلى 18 مليونا تعتمد أساسا على الصادرات الروسية الخفيفة إلى ليبيا.