بعدما اتجه بعض الفنانين الى صياغة سيرتهم الذاتية في كتب يصدرونها أو ينشرونها في المجلات والصحف، ابتكر بعض المطربين طريقة جديدة لتأريخ مشوارهم الفني. وتقوم هذه الطريقة في تصوير أفلام تسجيلية حول"طريق صعودهم للنجومية". وتبث هذه الأفلام على القنوات الفضائية خلال الشهور المقبلة. ويأتي على رأس هؤلاء المطرب عمرو دياب الملقب بپ"الهضبة"والذي يصور فيلماً تسجيلياً حول مشوار حياته تحت إدارة المخرج أحمد عاطف، ومدير التصوير محسن أحمد. في هذا الفيلم يتناول عمرو دياب لقطات من طفولته وبعض المشاهد لشوارع بورسعيد التي تربى فيها، وأصدقاءه وفرقته الغنائية"الشياطين". ويتحدث في طريقه عمن ساعدوه في مشواره الفني، وقصة إصداره ألبومه الأول عام 1981 بعنوان"يا طريق"كلمات صديقه الشاعر عبدالرحيم منصور. مع تركيز على معاناته في بداية مشواره الفني، ولكن بعيداً من تفاصيل حياته الاجتماعية. ويبدي عمرو اهتماماً بالغاً بهذا الفيلم الى درجة أنه شعر بالغضب الشديد عندما فوجئ بعد انتهاء اليوم الأول للتصوير، بأن ما تم تصويره قد اختفى وتناقش في ذلك بحدة مع المخرج أحمد عاطف. ويعود سبب اهتمام عمرو بهذا الفيلم أنه يعتبره بمثابة"دروس حية"للشباب للتغلب على صعاب حياتهم ومواجهة مشاكلهم. وكما حال عمرو دياب اتفق محمد منير منذ أكثر من عامين على تصوير فيلم تسجيلي بعنوان"المغنواتي"حول مشوار حياته وتاريخه الفني مع المخرجة اللبنانية جوسلين صعب التي سبق أن تعاون معها في فيلم"دنيا". ولكن لم يظهر المشروع الى النور حتى الآن، وتردد أنه في حال تصوير منير للفيلم سيقدمه بترجمات أجنبية مختلفة منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية لتذاع في القنوات الفضائية الأوروبية للجاليات العربية هناك ولعشاق منير من الجنسيات الأخرى. وصولاً الى فرنسا ويواصل المغني الشعبي مصطفى كامل حالياً تصوير فيلم تسجيلي حول مشوار حياته ليصدره في"دي في دي"يوزع بالمجان مع ألبومه الجديد الذي سيطرحه في الصيف المقبل. ويتناول مصطفى في الفيلم مشوار حياته منذ طفولته ونشأته في منطقة مصر القديمة، ومنزله القديم، ثم مشواره الفني وقصة بداية تأليفه للأغاني والمحطات الصعبة التي مر بها، وكيف جاءت انطلاقته الفنية. ويرى مصطفى كامل أن هذا الفيلم يعد بمثابة وثيقة حية لمشوار حياته ليقول لجمهوره ما لا يعلمه عنه، ما يجعل هذا الجمهور أكثر قرباً منه ومن فنه، كما يقول. أما تامر حسني فما زال يفكر في إصدار فيلم تسجيلي حول مشواره الفني، ولكنه لم يصل الى قرار حتى الآن بخصوص ذلك، بينما اختارت القناة الفرنسية الأولى المطربة والممثلة بشرى لتمثيل جيل الممثلات الشابات ضمن فيلم تسجيلي تنتجه القناة عن المجتمع المصري المعاصر. ولا يقتصر الأمر على المطربين المعاصرين فقط، بل تضم قائمة الأفلام التسجيلية الخاصة بالمطربين ومشوار حياتهم فيلماً تسجيلياً حول حياة السيدة"أم كلثوم"كوكب الشرق بعنوان"مصريات". وهذا الفيلم الجديد يتضمن أيضاً مشوار حياة خمس سيدات نجحن في إثبات وجودهن خلال القرن الماضي وهن فاطمة اليوسف ونبوية موسى وسميرة موسى وصفية زغلول، إضافة الى أم كلثوم. تجارب المطربين الجديدة مع عالم الأفلام التسجيلية وتوثيق مشوار حياتهم بالصوت والصورة ينتظرها جمهورهم بشدة ليعرفه اكثر عن النجوم المفضلين بينما ينتظرها زملاء مهنتهم بكثير من الترقب والاستعداد للرد على ما يجيء فيها، خصوصاً من بين من لا تجمعهم علاقة ودّ، أو ممن لهم تجارب سيئة مع الزملاء. وربما يدفعهم ذلك الى إصدار أفلام تسجيلية بدورهم، لينتقل صراع المطربين من الكاسيت والألبومات الى الأفلام التسجيلية والتوثيق البصري السمعي. بقي أن نذكر أن هذه التجارب في مجال تحقيق أفلام عن المطربين والمغنين وسيَرهم، ليست جديدة إذ نعرف أن ثمة مخرجين غربيين كثر حققوا أفلاماً كثيرة عن كبار المغنين المصريين، ومن بين هؤلاء المخرجة الفرنسية ? من أصل مغربي ? سيمون بيتون، التي قبل أن تحقق سلسلة أفلام مميزة عن الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، كانت حققت أفلاماً عدة عن كبار مصر في عالم الموسيقى والغناء، كانت تريد منها أن تكون بداية سلسلة طويلة متكاملة. لكنها لم تتمكن من تحقيق المشروع كله فاكتفت بمحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وليلى مراد...