أكدت القاهرة أن المشاورات في شأن عقد قمة "مصغرة" في منتجع شرم الشيخ من أجل مناقشة مسار السلام الفلسطيني - الإسرائيلي منتصف الشهر المقبل لا تزال في مرحلة التداول، مشددة على أن هذه القمة التي يفترض أن يحضرها الرئيس جورج بوش إلى جانب زعماء عرب"ليست بديلا عن مؤتمر موسكو"المقرر خلال النصف الثاني من السنة، أو أي اجتماعات أو مؤتمرات أخرى. في موازاة ذلك، أفادت صحيفة"يديعوت احرونوت"أن اسرائيل ستنصب لبوش"كمينا"خلال زيارته للمنطقة منتصف الشهر المقبل، وستستقبله ب"رزمة مطالب استراتيجية"، بعضها يتعلق برفع مستوى العلاقات بين الجانبين، وبعضها الآخر بمنحها تكنولوجيا ووسائل قتالية تضمن لها الحفاظ على"تفوقها النوعي على جاراتها في العتاد العسكري والوسائل القتالية". واضافت ان الدولة العبرية تعرف الثمن الذي عليها دفعه، وهو التوصل الى تفاهمات او"وثيقة مشتركة"تُقدم لبوش في زيارته، وتؤكد له ان إسرائيل جادة في نيتها التوصل إلى اتفاق بنهاية السنة، اضافة الى دراسة إمكان التوصل إلى معادلة للحل قريبة من المبادرة العربية للسلام. وقالت الصحيفة ان الثمن يتضمن ايضا عدم اعتراض اسرائيل على صفقة أسلحة اميركية ب20 بليون دولار لدول خليجية، وتجنب التصعيد العسكري في قطاع غزة حيث استشهد امس ستة فلسطينيين، بينهم طفل وناشطان ومدنيون في قصف وغارة اسرائيليين. وفي القاهرة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي ل"الحياة"إن الأفكار المتداولة في شأن عقد قمة شرم الشيخ للسلام"أتت لوجود الرئيس الأميركي في المنطقة في الفترة نفسها التي تعقد فيها أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي في مدينة شرم الشيخ من 18 إلى 20 أيار مايو المقبل". لكنه أضاف:"لم يتم الاتفاق على عقد المؤتمر بعد". وافادت مصادر أخرى"ان الأميركيين أبدوا رغبة في أن يلتقي بوش زعماء في المنطقة أثناء وجوده فيها، وحتى الآن لم يتم الاتفاق على شيء محدد"، مشيراً إلى أن مصر"لم تتلق طلباً رسمياً بذلك وإنما مجرد أفكار". وأبلغت المصادر"الحياة"أن الأفكار التي يجري تداولها عن القمة تتناول أن يحضرها الرؤساء المصري حسني مبارك، والفلسطيني محمود عباس، والأميركي بوش، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأن تخصص للبحث في مسار المفاوضات الفلسطينية - الفلسطينية، مشيرة إلى أن بوش سيكون عائداً لتوه من إسرائيل حيث سيعرض أفكارا على رئيس الوزراء إيهود أولمرت في هذا الخصوص. واوضحت أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط سيتداول في الأمر مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته لواشنطن منتصف الشهر الجاري، كما سيبحث فيه عباس والأميركيون أثناء زيارته الولاياتالمتحدة. وأوضحت المصادر أن قمة شرم الشيخ لا تمثل"قطعاً للطريق"على مؤتمر موسكو، وقالت:"القاهرة تؤيد عقد مؤتمر موسكو، والرئيس مبارك أعلن أن مصر ستحضره في حال عقده... كما أننا لا نربط عقد مؤتمر موسكو بحصول تقدم في المفاوضات لأن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لن يصلا الى شيء من دون مساعدة القوى الدولية وتدخلها". وأوضحت أن"الاتصالات لا تزال جارية في خصوص مؤتمر موسكو ولم يحدد موعد له إلى الآن، ويبدو أن الإسرائيليين غير متحمسين". ويزور أبو الغيط واشنطن خلال الفترة من 16 حتى 19 من نيسان ابريل الجاري، ويلتقي نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس ورئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي ورؤساء لجان وأعضاء من لجان عدة في الكونغرس، كما يجري لقاءات مع مسؤولي مجلس الأمن القومي الاميركي.