عبرت الصين عن استيائها من قرار لمشرعين اميركيين يحض بكين على إنهاء حملتها في التيبت، وفتح حوار مع الدالاي لاما، الزعيم الروحي للإقليم الواقع في جبال الهيمالايا. جاءت هذه الادانة رداً على قرار وافق عليه مجلس النواب الاميركي، يحض الصين على فتح"حوار موضوعي"مع الزعيم البوذي للتيبت الذي يعيش في المنفى و"انهاء حملتها على المحتجين التيبتيين الذين لا يستخدمون العنف والقمع الثقافي والديني والاقتصادي واللغوي الذي تواصله داخل التيبت". وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو ان حكومة بلادها"مستاءة بشدة وتعارض بحزم"هذا التحرك الاميركي. ورأت أن على المشرعين الاميركيين ان يوجهوا غضبهم إلى"زمرة"الدالاي لاما التي تلقي عليها بكين بالمسؤولية عن حوادث الشغب الدموية التي تفجرت في لاسا، عاصمة التيبت في 14 آذار مارس الماضي، وانتشرت في التيبت. وتحول الرأي العام الصيني بقوة الي تأييد حجة الحكومة بأن الاحتجاجات في التيبت هدفها عرقلة دورة بكين للالعاب الاولمبية التي ستقام في آب اغسطس، وأن الانتقادات لسياستها في التيبت تستند إلى اسس ضعيفة. ودانت بكين ايضاً الاحتجاجات التي ركزت على التيبت في اثناء رحلة شعلة الالعاب الاولمبية في لندن وباريس وسان فرانسيسكو. ووصل الدالاي لاما إلى الولاياتالمتحدة في زيارة"غير سياسية"، هي الاولى له الى الخارج منذ قمع تظاهرات التيبت. ووصل الدالاي لاما 72 سنة الى سياتل ولاية واشنطن حيث يلقي خلال خمسة ايام سلسلة من المحاضرات حول مسائل روحانية. لكن مصادر قريبة منه لم تستبعد ان يلتقي سياسيين أميركيين للبحث في الاضطرابات في التيبت. وأكدت ماري بيث ماركاي نائبة رئيس تنظيم الحملة الدولية من اجل التيبت القريب من الدالاي لاما ان رحلته التي تستمر 13 يوماً"كانت مقررة قبل الازمة الحالية"في التيبت وستشمل ميشيغان ونيويورك. لكنها اضافت لوكالة"فرانس برس":"اتصور ان مسألة الوضع الراهن في التيبت ستطرح في كل مكان يزوره"، ويفترض ان يتسلم الدالاي لاما الاثنين درجة فخرية من جامعة واشنطن. وأفادت وسائل اعلام محلية ان ادارة الجامعة قررت منع طرح اسئلة عليه حول النزاع في التيبت خلال حفلة تكريمه بعدما عبر طلاب صينيون عن قلقهم من ذلك. وسيلقي الدالاي لاما محاضرات الثلثاء في جامعات في ميشيغان ونيويورك. وخلال توقفه في مطار طوكيو في طريقه الى سياتل أول من امس، اكد الدالاي لاما مجدداً دعمه للألعاب الاولمبية التي تنظمها بكين. وقال:"أؤيد استضافة الصين لدورة الالعاب الاولمبية الشهيرة، لأنها أكبر دول العالم سكاناً، كما أنها أقدم دولة، ومن ثم من حق الشعب الصيني حقيقة استضافة الالعاب الاولمبية. وموقفي لم يتغير على رغم الاحداث المؤسفة التي وقعت أخيراً في التيبت". سجن سياسي على صعيد آخر، اعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة ان القضاء الصيني حكم على الرئيس السابق للحزب الشيوعي الصيني في شنغهاي شين ليانغجيو، الذي اقيل في 2006، بالسجن 18 سنة. ودانت محكمة في مدينة تيانجين شرق شين بقبول رشى واستغلال السلطة. وخلال محاكمته في 26 آذار مارس الماضي، اعترف المسؤول السابق بأنه"مسؤول جزئياً"في هذه القضية، لكنه رفض الإقرار بالتهم المنسوبة اليه. وأقيل شين الذي يوصف بأنه قريب من الرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين، بعد فتح تحقيق حول سوء ادارة صندوق التقاعد في المدينة الذي سحب منه نحو 34 مليار يوان 4.8 مليار دولار لاستثمارات عقارية ومشاريع للبنى التحتية. وشملت الفضيحة التي لم تشهد الصين مثيلاً لها منذ عقد، حوالى عشرين مسؤولاً في البلدية ورؤساء شركات.