اتهمت الصين الدالاي لاما بتدبير"إرهاب"في التيبت والتواطؤ مع انفصاليي اليوغور في سنكيانغ، فيما تصعّد من مسعاها لعرقلة اضطراب مناهض لبكين، قبيل دورة الألعاب الأولمبية. وانتقد الزعيم البوذي المنفي للتيبت، الدالاي لاما، العنف وقال إنه يريد محادثات مع الصين للتفاوض حول الحكم الذاتي وليس الاستقلال الصريح للإقليم الذي احتلته القوات الصينية عام 1950. لكن بكين تكثف من حملتها الدعائية، التي تعتبر فيها أن الدالاي لاما وليس الإخفاق في سياسة الحكومة، هي التي سببت الاضطرابات، وانه يريد تدمير دورة بكين الأولمبية المقررة في آب أغسطس المقبل. وكتبت صحيفة"الشعب"الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، أن الدالاي لاما الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 1989"لم يتخل مطلقاً عن العنف"بعد فراره من الصين عام 1959 في أعقاب ثورة فاشلة ضد الصين. وأضافت:"ما يعرف باللاعنف السلمي لعصابة الدالاي هو كذب صريح من البداية حتى النهاية"، مشيرة إلى أنه"ستقام دورة بكين للألعاب الأولمبية التي ينتظرها سكان العالم بشغف. لكن الدالاي لاما يتآمر لاحتجاز دورة بكين الأولمبية رهينة، وإجبار الحكومة الصينية على تقديم تنازلات باتجاه استقلال التيبت". وسبق أن اتهمت الصحيفة الدالاي لاما بالتخطيط لهجمات بمساعدة جماعات اليوغور الانفصالية، التي تسعى لاستقلال تركستان الشرقية لتكون دولة للغالبية المسلمة في إقليم سنكيانغ شمال غربي الصين. وحتى الآن، جاءت غالبية الانتقادات الشديدة للدالاي لاما من الصحافة الرسمية. وفي تعليق جاء على موقع إخباري رسمي في شنغهاي:"عصابة الدالاي لاما انحدرت، لتصبح منظمة إرهابية". ويمكن ان تشكل جهود بكين لعزل الدالاي لاما نقطة شائكة مع الرئيس التايواني المنتخب ما ينغ جيو، الذي قال في مؤتمر صحافي في تايبه أمس، غداة فوزه الكاسح في الانتخابات:"إذا أراد الدالاي لاما أن يزور تايوان فسيلقى كثيراً من الحفاوة". وأضاف:"إذا زاد الموقف في التيبت سوءاً، فسندرس عدم إرسال لاعبي القوى إلى الأولمبياد". ولاقى تنديد الصين بالدالاي لاما استحساناً من الصينيين من عرق الهان، الذين قالوا إن المنتقدين الغربيين تقاعسوا عن تقدير جهود حكومتهم لتطوير التيبت، وتعاملوا مع العنف في لاسا على انه احتجاج مشروع. لكن الحملة بدأت في إثارة بعض الانتقادات الداخلية. وحضت جماعة من 29 معارضاً بكين على إنهاء حملة الدعاية المريرة، وان تسمح لمحققي الأممالمتحدة بدخول التيبت وفتح حوار مباشر مع الدالاي لاما. في رسالته لمناسبة الاحتفال بعيد الفصح التي ألقيت من ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أمام آلاف الحاضرين، جدد البابا بينيديكت السادس عشر دعوته إلى إحلال السلام في التيبت.