أعلنت أمس في عدد من المحافظات نتائج انتخابات المجالس المحلية، وأكدت التقارير الأولية فوز الحزب الوطني الحاكم بأكثر من 90 في المئة من المقاعد بينها 80 في المئة بالتزكية. ولم تصدر أرقام رسمية لنسبة المشاركة في الاقتراع، لكن منظمات حقوقية قدّرتها بما بين 5 و 7 في المئة. وأعلنت رسمياً النتائج في محافظة الإسكندرية حيث فاز الوطني ب90 في المئة، وفي محافظة القليوبية حيث فاز الوطني ب2193 مقعداً وفاز الوفد ب16 مقعداً والتجمع ب15 مقعداً. أما في محافظة جنوبسيناء فأسفرت الانتخابات عن فوز الوطني بكل المقاعد باستثناء مقعدين فاز بهما مستقلان. وفي الوادي الجديد فاز الوطني أيضاً بكل المقاعد عدا مقعدين لحزب الوفد. أما في محافظة المنيا فأُعلن فوز مرشحي الوطني ب133 والوفد ب4 مقاعد والتجمع ب3. وقال أمين المحليات في حزب التجمع عبدالحميد كمال ل"الحياة"إن الحزب فاز ب87 مقعداً موزعة على 14 محافظة، مشيراً إلى أن إقبال الناخبين كان ضعيفاً نظراً إلى أسباب عدة منها الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون"إذ من غير المعقول أن يترك المواطن طوابير الخبز ليذهب إلى صناديق الاقتراع... إضافة إلى عدم ثقة الناخب في قدرته على التغيير بالأساس". وعن الإقبال الضعيف للناخبين وفوز الوطني بأكثر من 90 في المئة من المقاعد، أكد الباحث السياسي في مركز الأهرام للدراسات ضياء رشوان أن الحزب الوطني اتخذ تكتيكاً جديداً مختلفاً على ما يبدو عن الانتخابات السابقة، إذ أغلق باب المنافسة حتى أمام المنشقين عنه الذين لم يستطيعوا تقديم أوراق ترشحيهم، الأمر الذي أدى إلى استقالات واحتجاجات داخل الحزب. وقال رشوان إن قرار"الإخوان المسلمين"الانسحاب من الاقتراع في اللحظات الأخيرة جاء"متأخراً وخاطئاً، إذ أنهم كانوا يعلمون ماذا سيحدث لهم. فالحكومة وجّهت بعض الرسائل إليهم قبل إعلانهم الدخول في الانتخابات إلا أنهم على ما يبدو لم يستوعبوها". أما الأمين العام لحزب الوفد منير فخري عبدالنور فأرجع عدم إقبال الناخبين إلى أسباب عدة منها عدم اهتمام الرأي العام المصري بالمحليات، ووصف الأمر ب"الكارثة". وأكد الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة أن المنظمة تلقت العديد من الشكاوى في أثناء سير عملية الاقتراع في خصوص دهم مرشحي الحزب الوطني ومنع مراقبين من دخول مقار لجان الانتخاب إضافة إلى تدخلات أمنية. وكشف أبو سعدة ل"الحياة"عن استصدار أكثر من 3800 حكم قضائي لمصلحة مرشحين بينهم أعضاء في الحزب الوطني وأحزاب أخرى، إضافة إلى"الإخوان"بتمكينهم من إدراج أسمائهم في كشوف الانتخابات، إلا أن الحكومة لم تعتد بتلك الأحكام، وهذا يؤكد أن الوطني هو الذي اختار أعضاء المجالس المحلية بالتعيين إذ فاز بأكثر من 97 في المئة من المقاعد بالتزكية ولم يشمل التنافس سوى ثلاثة في المئة فقط". على صعيد آخر رويترز، قالت مصادر قضائية أمس إن 56 شخصاً أصيبوا بجروح في صدامات جديدة بين محتجين على الغلاء وقوات الأمن في مدينة المحلة الكبرى إلى الشمال من القاهرة، وإن المحتجين أتلفوا 41 سيارة شرطة. وقالت المصادر إن المصادمات وقعت مساء الثلثاء بعد تجمهر حوالي 2000 محتج أمام أحد قسمين للشرطة في المدينة مطالبين بالافراج عن مئات من المحتجين قُبض عليهم خلال يومين سابقين من الصدامات. وقال مصدر إن قوات الامن ألقت القبض على 87 شخصاً خلال المصادمات مساء الثلثاء وإن النيابة العامة تحقق معهم بتهم من بينها تعريض السلم والأمن العام للخطر وتعطيل اللوائح والقوانين والتخريب العمدي للأملاك العامة والخاصة. وكانت النيابة في المدينة أمرت أول من أمس بحبس 331 من"مثيري الشغب"لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات.