بدأت الحياة تعود الى طبيعتها، في ما يبدو، في بغدادوالبصرة، بعد يوم من دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره للكف عن مقاتلة قوات الامن العراقية اثر ستة أيام من المعارك اوقعت مئات القتلى والجرحى، لكن الاشتباكات استمرت متقطعة في العاصمة. وانسحب مقاتلو"جيش المهدي"التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الاثنين، من الشوارع في بغدادوالبصرة بعد ستة ايام من المعارك، بعدما أمر الصدر انصاره الاحد بالغاء المظاهر المسلحة والانسحاب من الشوارع. وعادت الحياة الى طبيعتها في معظم انحاء بغداد حيث تشهد الشوارع ازدحاما بعد ثلاثة ايام من حظر التجول. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان الهدوء"النسبي يسود العاصمة وخرج الناس الى الشوارع واماكن عملهم الحكومية والخاصة، كما فتحت المحلات التجارية ابوابها". لكنه اكد"استمرار قوات الامن العراقية في فرض طوق امني حول مدينة الصدر ومناطق الشعلة والكاظمية"حيث ينشط جيش المهدي. وقال حمد الله الركابي المتحدث باسم التيار الصدري في ناحية الكرخ غرب دجلة ان"التيار وجيش المهدي يلتزمان اوامر القائد مقتدى الصدر، وما يطلبه يطبق حرفياً من جانب ابناء التيار". واكد ان"الهدوء عاد الى المنطقة، مع قليل من التوتر بسبب تطويق القوات الاميركية مناطق الشعلة والصدر والكاظمية"في بغداد. بدوره، قال جعفر السهيل من مدينة الصدر، ابرز معاقل"جيش المهدي"ان""الحياة عادت الى طبيعتها داخل المدينة وفتحت معظم المحلات التجارية ابوابها والحركة بدأت تدب بشوارعها". واكد ان"جيش المهدي انسحب من الشوارع بعد اعلان الصدر، واختفت المظاهر المسلحة، لكن القوات الاميركية لا تزال تطوق المداخل". واضاف"يمكن لأي شخص الخروج من المدينة مشياً على الاقدام من دون مشاكل". وقال سكان من منطقة الكاظمية ان مقاتلي"جيش المهدي"انسحبوا من الشوارع في هذا الحي الشيعي. وعلى رغم هذا الهدوء الذي يسود العاصمة، أصيب خمسة اشخاص على الاقل بجروح في قصف استهدف المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم معظم مقرات الحكومة العراقية وسفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وازدادت عمليات قصف المنطقة الخضراء منذ بداية المواجهات الاخيرة بين"جيش المهدي"والقوات العراقية. وتتهم القيادة العسكرية الاميركية عناصر منشقة عن تيار الصدر بقصف المنطقة الخضراء، كما تتهم ايران بتدريب وتسليح هذه المجموعات المتطرفة. وعلى رغم توقف المواجهات بين الطرفين، لم يتوقف استهداف المنطقة الخضراء. وفي البصرة 550 كلم جنوببغداد، بدأت الحياة تعود تدريجاً الى شوارع المدينة حيث تقيم قوات الجيش العراقي نقاط تفتيش كما تم رفع حظر التجول خلال ساعات النهار فقط. واعلن عضو مكتب الصدر الشيخ علي السعيدي"صدور اوامر لكل مقاتلي جيش المهدي بالانسحاب من شوارع البصرة واخفاء المظاهر المسلحة كافة"، مشيرا الى"لجنة من سياسيين وبرلمانيين ستشرف اليوم على الاتفاق المبرم"بين مقتدى والحكومة. وقال قائد الفرقة 14 في الجيش العراقي اللواء محمد جوان هويدي ان القوات العراقية سيطرت على قلب البصرة والبلدات المحيطة، ولم تحدث اشتباكات، مشيراً الى ان القوات العراقية تقوم الآن بازالة القنابل التي زرعت في الشوارع. وفتحت بعض المحلات التجارية ابوابها، لكن الدوائر الحكومية والمدارس ما تزال مغلقة في حين اكد شهود استمرار انقطاع الكهرباء والمياه في 40 في المئة من مناطق البصرة. وأعرب بعض السكان عن غضبهم من حكومة نوري المالكي التي حمّلوها مسؤولية تفجير أعمال العنف. وقال نعمان طه 40 عاماً 40 وهو صاحب متجر للبقالة وهو يفتح متجره:"اليوم الموقف جيد. المعركة انتهت. لكن المالكي لم يحقق ما اراد، ودمّر البصرة". وفي العمارة 365 كلم جنوببغداد، عاد الهدوء الى المدينة التي توقفت الاشتباكات في شوارعها الجمعة. وفي الناصرية 380 كلم جنوببغداد، قال الناطق باسم الشرطة راضي الركابي ان السلطات قررت رفع حظر التجول. وعادت الدوائر الحكومية والمدارس الى عملها كالمعتاد. وأكد الركابي"اعتقال 200 مسلح والعثور على كميات كبيرة من الاسلحة". من جهته، قال عزيز كاظم علوان محافظ ذي قار وكبرى مدنها الناصرية ان الاشتباكات ادت الى مقتل 85 شخصا واصابة اكثر من 200 اخرين بجروح. وفي الكوت 175 كلم جنوببغداد، عادت الحياة الى طبيعتها وتوجه الموظفون الى دوائرهم فيما عاد عدد محدود من الطلاب الى مدارسهم. وفي النجف 160 كلم جنوببغداد، رفع حظر التجول وعادت الحياة الى طبيعتها تماما في حين انتشر عدد محدود من قوات الجيش في شوارع المدينة. كما عادت الحياة الى طبيعتها في كربلاء 110 كلم جنوببغداد واعلن اللواء رائد شاكر قائد الشرطة"اعتقال 500 من المطلوبين والمشتبه بهم والعثور على عشرات العبوات الناسفة المتطورة". واتهم"احدى دول الجوار بالوقوف وراء هذه المجوعات المسلحة".