تتزايد في صفوف خبراء النفط قناعة مفادها ان سعر النفط لم يعد يتحدد وفقاً للآليات المعتادة للعرض والطلب بقدر ما أصبح يخضع لمعايير الأوضاع المالية في الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم. وأغلق النفط على انخفاض طفيف أول من أمس متراجعاً عن مستوياته القياسية التي سجلها في وقت سابق من التعاملات عندما دفعت عمليات شراء من جانب المستثمرين بهدف التحوط من ضعف الدولار والتضخم أسعار الخام فوق 106 دولارات للبرميل. وتحدد سعر التسوية للنفط الأميركي منخفضاً 32 سنتاً عند 105.15 دولار للبرميل متنازلاً بذلك عن مكاسبه بعد تسجيله مستوى قياسياً عند 106.54 دولار في وقت سابق من الجلسة. وهبط مزيج برنت في لندن 32 سنتاً مسجلاً 102.38 دولار للبرميل. وقال محلل العقود الآجلة لدى"أوبشنز إكسبرس"روب كورزاتكوسكي:"ارتفعت الأسعار في وقت سابق بفعل لعبة الدولار وتوقعات بأن مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة. إنها في الآونة الأخيرة لعبة التضخم والعملة". وأثار تقرير حكومي يظهر انكماشاً للشهر الثاني على التوالي في الوظائف الأميركية تكهنات بأن مجلس الاحتياط قد يضطر إلى خفض الفائدة ثانية الأمر الذي أضعف الدولار في وقت مبكر من اليوم. وانتعشت العملة الأميركية في وقت لاحق ما ساهم في تراجع النفط عن مستوياته المرتفعة السابقة. وساعد التراجع المطرد في الدولار الأميركي في ارتفاع أسعار السلع الأولية في حين عزز تراجع حاد في مخزونات الخام الأميركية وقرار"أوبك"الأربعاء الماضي عدم زيادة الإنتاج أسعار النفط. وفي حين أخذت مخزونات الخام الأميركية في الارتفاع على مدى الأسابيع الأخيرة وبلغت مخزونات البنزين أعلى مستوياتها في 14 عاماً أظهر تقرير حكومي تراجع مخزونات الخام 3.1 مليون برميل الأسبوع الماضي بينما كان من المتوقع ارتفاعها. ولطالما أكدت"منظمة البلدان المصدرة للنفط"أوبك التي تضخ أكثر من ثلث إنتاج العالم من النفط بأن ارتفاع الأسعار الآن لا يعكس العوامل الأساسية للسوق وتحركه المضاربة. وتعقد أوبك اجتماعها التالي في أيلول سبتمبر لكن بوسع الوزراء عقد اجتماع غير رسمي على هامش مؤتمر للمستهلكين والمنتجين تستضيفه روما من 20 إلى 22 نيسان أبريل. كما تستمد أسعار النفط دعماً من التوترات بين فنزويلا عضو منظمة أوبك ومصدر النفط الكبير إلى الولاياتالمتحدة وجارتها كولومبيا. الرئيس الفنزويلي وقال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز انه يرحب بارتفاع أسعار النفط. وقال:"أنباء طيبة... ارتفع النفط خمسة دولارات". وكان تشافيز يخاطب رؤساء من أميركا اللاتينية يحضرون اجتماع قمة في جمهورية الدومينيكان تهيمن عليه أزمة ديبلوماسية في شأن غارة شنها الجيش الكولومبي مطلع الأسبوع على جماعات يسارية تختبئ في أراضي الإكوادور. وقال رئيس فنزويلا العضو في"أوبك"ان ضعف الدولار هو أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط.