أثارت التقلبات الأخيرة لأسعار النفط في الأسواق العالمية جملة مواقف، تفاوتت بين توقعات الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بلوغ سعر البرميل مئة دولار، ودعوة وزير الطاقة الأميركي سامويل بودمان ومدير وكالة الطاقة الدولية كلود ماندل"منظمة الدول المصدرة للنفط"أوبك زيادة إنتاجها. أعقب هذه المواقف تقرير للمنظمة أكدت فيه بلوغ صادراتها عام 2006 مستويات غير مسبوقة ومسح لوكالة"رويترز"أكد انها زادت إنتاجها في تموز يوليو الماضي بعد تراجع طفيف في الشهر السابق، وإن بقيت متمسكة بسقف إنتاجها وبموقفها من أن ارتفاع الأسعار يعود إلى ضعف طاقات مصافي التكرير وليس إلى قلة الإنتاج. وفي كلمة متلفزة، قال تشافيز، الذي دعا مراراً إلى رفع الأسعار، ان"أسعار النفط تتجه مباشرة إلى مئة دولار للبرميل، ما يدفع سعر الغاز الطبيعي إلى الارتفاع أيضاً". وتؤمّن فنزويلا العضو في"أوبك"، 12 في المئة من إمدادات النفط الأميركية. ودعا بودمان"أوبك"إلى اتخاذ قرار لزيادة إنتاجها من النفط الخام، في الاجتماع المقبل لوزراء النفط في الدول الأعضاء لتقويم سياساتها الإنتاجية في أيلول سبتمبر، مؤكداً في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية"سي إن بي سي":"سنحتاج على الأرجح إلى مزيد من النفط". وأعرب ماندل عن الأمل في ان تبادر"أوبك"إلى زيادة إنتاجها بعد بلوغ أسعار النفط مستويات قياسية. وقال لوكالة"فرانس برس"ان"أسعار النفط مرتفعة جداً بعد الإعلان عن انخفاض كبير في المخزونات الأميركية جاء اكثر مما هو متوقع". ورأى ان مخزون النفط الأميركي بدا منذ أشهر مرتفعاً بسبب أعمال الصيانة الجارية في المصافي الأميركية التي تؤدي إلى تباطؤ عملية التكرير وبالتالي الطلب على النفط. وأضاف:"الآن وقد عادت وتيرة إنتاج مصانع التكرير إلى نشاطها العادي سينخفض المخزون، وإذا استمر ذلك سيكون المخزون خلال الربع الثالث من السنة الجارية غير كافٍ البتة". وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية ان المصافي زادت إنتاجها الأسبوع الماضي، ما رفع مخزونات البنزين بمقدار 600 ألف برميل والمكثفات بنحو 2.8 مليون برميل. أي أعلى من توقعات المحللين. وهبطت مخزونات الخام بمقدار أكبر من المتوقع لتبلغ 6.5 مليون برميل. وأظهر تقرير ل"أوبك"ان إيرادات صادرات المنظمة من النفط والغاز ارتفعت 22 في المئة إلى مستوى قياسي بلغ 649 بليون دولار عام 2006، مع صعود أسعار الخام إلى مستويات جديدة، وضخّت المنظمة نفطاً بكميات تقترب من طاقتها الإنتاجية القصوى. وأفادت النشرة الإحصائية السنوية لپ"أوبك"، ان دخل السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، من الصادرات التي تشمل النفط الخام والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي بلغ 194 بليون دولار، بزيادة 20 في المئة. وغذى ارتفاع أسعار النفط إلى مستوى قياسي بلغ 78.40 دولار للخام الأميركي في تموز 2006 نمواً اقتصادياً في بعض بلدان المنظمة. ومع ارتفاع الأسعار والطلب العالمي في 2006، تمكن معظم أعضاء المنظمة من الإنتاج بالطاقة القصوى. وبدأت المنظمة كبح المعروض أواخر 2006 مع تراجع الأسعار. وبانضمام أنغولا، أول كانون الثاني يناير 2007، أصبح أعضاء"أوبك"12 دولة تضخ أكثر من ثلث إنتاج العالم من النفط. وأظهر مسح لپ"رويترز"ان"أوبك"زادت إنتاجها من النفط الخام في تموز مع انتعاش الإمدادات من نيجيريا بعد موجة من حوادث تعطل الإنتاج، وبيّن ان معظم أعضاء"أوبك"يكبحون الإنتاج رغم قفزة أسعار النفط ومناشدات المستهلكين لزيادة الإنتاج. وكشف المسح الذي شارك فيه مسؤولون في"أوبك"وشركات نفطية ومحللون ووسطاء ان أعضاء"أوبك"الپ10 المقيدين بنظام الحصص الإنتاجية، وهم كل الأعضاء باستثناء العراقوأنغولا، ضخوا 26.75 مليون برميل يومياً في تموز أي ما يزيد 150 ألف برميل على المعدل اليومي في حزيران يونيو. وكانت المنظمة أقرت العام الماضي خفض إنتاجها بواقع 1.2 مليون برميل يومياً من الأول من تشرين الثاني نوفمبر و500 ألف برميل يومياً إضافية من الأول من شباط فبراير في خطوة لدعم أسعار النفط. ووفقاً لتقديرات"رويترز"، تراجع المعروض من الدول الپ10 في تموز بمقدار 890 ألف برميل يومياً عن تشرين الأول أكتوبر، أي 52 في المئة من مجمل الخفض الإنتاجي المتفق عليه. الأسعار وهبط سعر برميل الخام الأميركي الخفيف دولاراً واحداً أمس، مواصلاً الانخفاض عن المستوى القياسي الذي بلغه في الجلسة السابقة متأثراً بتراجع المخزون الأميركي من الخام لانتعاش عمل المصافي التي انتهت فترة صيانتها. وبلغ سعر الخام الأميركي 76.41 دولار للبرميل، منخفضاً 12 سنتاً. وكان سجل أول من أمس مستوى قياسياً، وصل إلى 78.77 دولار للبرميل. وسجل سعر"برنت"75.30 دولار للبرميل، منخفضاً خمسة سنتات. وقال محللون فنيون ان عملية تصحيح السعر طال انتظارها لكن الإشارات متضاربة في شأن اتجاه الأسعار في السوق لأجل القصير. وارتفع سعر سلة"أوبك"للخامات النفطية"أوبك"بشدة إلى 73.04 دولاراً للبرميل أول من أمس من 72.40 دولار الثلثاء الماضي.