سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزيرة الأميركية دعمت مشروعاً لهدنة متبادلة تتولى فيها مصر الاتصال مع "حماس" . عباس يدعو إلى تهدئة ولا يستأنف المفاوضات ورايس تطالبه ب "عدم إضاعة الوقت"
طلبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من الرئيس محمود عباس خلال لقائهما أمس في مقر المقاطعة في رام الله"العودة سريعاً إلى المفاوضات مع إسرائيل، وعدم إضاعة الوقت القصير المتبقي على ولاية الرئيس جورج بوش"، لكن عباس اعتبر أن أسباب تجميد المفاوضات"ما زالت قائمة"، في إشارة إلى التهديدات باستئناف العدوان على غزة. ودعا إلى تهدئة متبادلة بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقل مسؤول فلسطيني رفيع المستوى شارك في اللقاء بين عباس ورايس عن الأخيرة القول ان"ليس هناك الكثير من الوقت لنضيعه في تجميد المفاوضات. وإذا جمدتم المفاوضات في كل حدث، فإن الفترة المتبقية على ولاية الرئيس بوش ستنتهي من دون أن نتوصل فيها إلى اتفاق سلام كما خططنا في مؤتمر أنابوليس". وقال المسؤول الفلسطيني ل"الحياة"إن رايس طلبت من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"التوصل إلى تقدم حقيقي ملموس في المفاوضات قبل زيارة بوش للمنطقة المتوقعة في أيار مايو المقبل". لكن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع الذي شارك في الاجتماع قال للصحافيين إن الرئيس عباس أبلغ رايس بأن"الظروف التي استوجبت تجميد المفاوضات ما زالت قائمة"، مشيراً إلى التهديدات الإسرائيلية بمزيد من العمليات في غزة. وأكدت رايس لعباس أنها تدعم مشروعه لتحقيق تهدئة متبادلة بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقال مسؤول فلسطيني آخر ل"الحياة"إن الرئيس أبلغ الوزيرة أنه اقترح على مصر القيام بدور وسيط لتحقيق تهدئة متبادلة مع إسرائيل، على أن تتولى مصر الاتصال مع"حماس"وإقناعها بوقف إطلاق الصواريخ. وكان من المقرر أن يصل رئيس الاستخبارات المصري الوزير عمر سليمان إلى إسرائيل لنقل الاقتراح، لكنه أرجأ الزيارة بسبب الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وبموجب اقتراح الرئيس عباس الذي دعمته رايس، فإن على إسرائيل وقف الهجمات على غزة، ورفع الحصار عن القطاع، وتسليم المعابر للسلطة الفلسطينية، فيما توقف"حماس"إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقال المسؤول الفلسطيني إن رايس ناقشت مع القيادة المصرية إمكان قيامها بدور الوسيط لتحقيق التهدئة. وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع رايس عقب اللقاء:"أؤكد وجوب تثبيت تهدئة شاملة ومتزامنة في غزة والضفة الغربية كي نحقق هدفنا بجعل 2008 عام السلام". وأضاف:"قلت في مصر إنه لا بد من أن توقف حماس إطلاق الصواريخ، ولا بد من أن توقف اسرائيل هجماتها على قطاع غزة والضفة، ثم يفك الحصار، وتفتح المعابر، ويعيش شعبنا حياة طبيعية". وأعرب عن دعمه للمفاوضات من حيث المبدأ من دون أن يشير إلى نيته استئنافها. وقال إن"مؤتمر أنابوليس قام على ثلاثة أعمدة هي المفاوضات، وتحسين الأوضاع على الأرض، وتطبيق خريطة الطريق، ونحن ملتزمون بذلك". وشدد على أن"على إسرائيل أن توقف عدوانها حتى نستطيع أن نتوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام 2008". واعتبرت رايس أن"لإسرائيل الحق في الدفاع عن أمنها، لكن عليها تجنب استهداف المدنيين والسماح بوصول المواد الأساسية لأهالي القطاع". وحضت الطرفين على"العودة إلى الأعمدة الثلاثة التي قام عليها مؤتمر أنابوليس، وهي الشروع في المفاوضات، وتحسين الطروف المعيشية للفلسطينيين على الارض، وتطبيق كل من الطرفين لالتزاماته بموجب خريطة الطريق". وقالت:"يجب أن نبقي عيوننا مفتوحة على الهدف الذي نريد تحقيقه، وهو اتفاق سلام يقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية العام". وأضافت أنها لمست روحاً إيجابية في المفاوضات الجارية بين الجانبين. وأعلنت أنها ستقوم بزيارة أخرى للمنطقة. وتوجهت رايس بعد لقائها عباس إلى القدس لتناول العشاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وقبل لقائها أركان الدولة العبرية مساء أمس، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن رايس التي خططت زيارتها قبل العدوان الأخير على قطاع غزة للوقوف على التقدم في المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية،"تجد نفسها اليوم منشغلة في إنقاذ العملية التفاوضية من تحت الركام الذي خلفته المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وحماس".