من المتوقع أن ينقل محمد بكر، الرئيس المخلوع لجزيرة انجوان القمرية، إلى جزيرة مايوت فرنسا بعد الاطاحة به في علمية عسكرية، فيما تطالب جزر القمر باسترداده للمحاكمة. وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني في مؤتمر صحافي أن بكر"دخل في شكل غير شرعي إلى مايوت حيث أوقف فوراً ونزعت السلطات الفرنسية أسلحته". وأضافت:"إنه حالياً تحت سيطرتنا وسينقل خلال الساعات المقبلة إلى لا ريونيون". وأطيح نظام محمد بكر رئيس انجوان منذ آذار مارس 2002 والذي اعتبر اتحاد جزر القمر والاتحاد الافريقي اعادة انتخابه في حزيران يونيو 2007 غير شرعية، في عملية عسكرية أُطلق عليها اسم"الديموقراطية في جرز القمر"وشنّها فجر الثلثاء الجيش القمري مدعوماً بقوات ارسلها الاتحاد الافريقي. وأُخذ على محمد بكر انه أصر على اقتراع حزيران 2007 في حين طلب الاتحاد ارجاءه بعد مواجهات جرت في ايار مايو من ذلك العام بين الجيش القمري ودركيين من اتباع بكر الذي رفض تنظيم اقتراع جديد. وبعد وصوله الأربعاء الى مايوت، لجأ بكر الى منزل شقيقه في جنوب غراند تير برفقة 23 عسكرياً سلّموا أسلحتهم للدرك. وطلب بكر اللجوء السياسي إلى فرنسا التي دعمت عملية"الديموقراطية في جزر القمر"بنقل القوات الافريقية الى جزر القمر. وقالت اندرياني:"بموازاة درس طلب اللجوء بحسب ظروف تقديمه، سيخضع بكر للملاحقات القضائية المناسبة". ولم توضح الناطقة أي ملاحقات قضائية تعني. واعلن الوزير الفرنسي المنتدب لما وراء البحار ايف جيغو في مقر حاكم سان دوني في جزيرة لاريونيون لدى وصوله الى الجزيرة الفرنسية أمس الخميس، ان فرنسا"تدرس طلب بكر اللجوء السياسي"، موضحاً انه يخضع لمراقبة الدرك في مايوت. وطالبت موروني منذ صباح الخميس بتسلم بكر لمحاكمته في جزر القمر التي أعلن وزير دفاعها محمد بكر دوسار"إننا نتفهم خيبة القمريين وغضبهم، وسنبذل كل ما في وسعنا لاستعادة بكر ومساعديه ومحاكمتهم في جزر القمر". لكن فرنسا وجزر القمر لم تبرما اتفاقا للتسليم في ما بينهما. وأثار فرار بكر إلى مايوت المجاورة تظاهرات ساخطة في جزر القمر ومايوت الخميس، هاجمت في شكل خاص فرنسا واتهمتها بحماية رجل انجوان القوي سابقاً. وفرّقت قوات الأمن نحو ألف متظاهر بالغازات المسيلة للدموع قرب سفارة فرنسا في موروني، حيث عادت الامور الى طبيعتها بعد الظهر. كذلك تكثفت تظاهرات انجوانيين الخميس في مايوت ضد وجود بكر كما افاد مراسل فرانس برس. وهاجم الانجوانيون سكان مايوت وفرنسيين يسكنون الجزيرة. وتواصلت المشاورات السياسية في العاصمة الانجوانية موتسامودو لاقامة ادارة موقتة في انجوان ثم حكومة انتقالية قبل الانتخابات التي يرغب اتحاد جزر القمر اجراءها في ايار.