اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن "لبنان أضاع فرصة ذهبية للبحث في أزمته ومناقشة العلاقات السورية - اللبنانية في القمة العربية المقبلة"، بعد قراره مقاطعة القمة العربية في دمشق، مندداً بمحاولات الضغط الأميركي على القمة، فيما أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن"موضوع لبنان مطروح في القمة لأن الكل يفكر في هذه المشكلة، والكل منزعج من استمرارها، خصوصاً أن هناك مبادرة عربية". ولفت إلى"أنه سيقدم تقريراً عن المبادرة إلى القمة". وقال المعلم أمس في مؤتمر صحافي في فندق ايبلا الشام مكان انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية الذي سيبدأ أعماله اليوم إن"لكل الدول العربية مصلحة في حضور القمة"، مؤكداً"مناقشة سبل تنقية العلاقات العربية - العربية في القمة". ورداً على سؤال عن عدم مشاركة لبنان في القمة، قال المعلم إن"من يعتقد أن القرار اللبناني بالمشاركة أو عدم المشاركة موجود في مجلس الوزراء اللبناني، فهو لا يقرأ جيداً الساحة اللبنانية"، مبدياً أسفه"لغياب ممثل عن لبنان في هذه القمة لأن النية كانت متجهة لأن يناقش القادة في اجتماعهم المغلق حول طاولة مستديرة الأزمة السياسية في لبنان بكل صراحة ووضوح، وأن يناقشوا أيضاً مع الرئيس بشار الأسد العلاقات السورية - اللبنانية". وبعدما أشار إلى أن"المبادرة العربية هي ملك العرب جميعاً، وليست ملك طرف بمفرده"، وأنها"تعتبر أساساً لحل الأزمة في لبنان"، قال إن هذه الأزمة"يجب أن تحل من خلال اللبنانيين أنفسهم ومن خلال الحوار على أساس قاعدة لا غالب ولا مغلوب". ودعا"مصر والسعودية والدول ذات الارتباط الوثيق بلبنان إلى المساهمة في حل الأزمة على أساس المبادرة العربية لحل أزمة هذه الدولة التي تعاني فراغاً رئاسياً طويلاً". وكان موسى أكد ل"الحياة"أن"القمة ستناقش الأزمة اللبنانية"، مشدداً على أن المبادرة العربية"ستكون أساساً للنقاش حول لبنان ولن تخضع للتعديل". وأكد المعلم أن موضوع تسلم رئاسة القمة"محسوم"، فالرئيس الأسد عندما يصل إلى قاعة الاجتماع سيترأس فوراً أعمال القمة". وأشار إلى أن"الولاياتالمتحدة احتارت كيف تريد الضغط على هذه القمة، وجاء الرئيس جورج بوش وبعد قليل جاء نائبه ديك تشيني والآن وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، وكل هذا وما يشاع ويقال عن تهريب أسلحة عبر الحدود إلى لبنان في مجلس الأمن وإلى آخره، كلها محاولات للضغط على القمة لأنها بين القمم التي لا دخل للولايات المتحدة لا في جدول أعمالها ولا في ما سيصدر عنها". وقال إن القادة العرب سيبحثون في قمتهم المبادرة اليمنية لرأب الصدع بين حركتي"حماس"و"فتح"، وسبل تنفيذ المبادرة على أرض الواقع. وعن تعديل مبادرة السلام العربية، أشار إلى أن"القادة سيناقشون المبادرة في إطار مناقشتهم لاستراتيجية السلام العربية". وأضاف:"أرجو أن يتم التمييز بين المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت في العام 2002 وتشكل الأساس الذي استند إلى قرارات مجلس الأمن للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي، وبين استراتيجية السلام العربية التي لن تعدل ولن تتغير. لكن هل تُفعّل المبادرة وتترك كاملة وتنتهج خطوات أخرى حتى تنصاع إسرائيل وتستجيب لإرادة السلام؟ هذا هو ما سنسعى اليه. ويجب أن توجه الدول العربية من خلال حضورها القمة رسالة إلى اسرائيل تقول كفى استيطاناً وارتكاباً للمجازر في غزة". وتبدأ القمة أعمالها في دمشق السبت والأحد المقبلين في ظل تمثيل منخفض للملكة العربية السعودية وغياب لبنان، فيما أعلن الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي أن وزير الدولة للشؤون البرلمانية والقانونية مفيد شهاب سيترأس وفد بلاده إلى القمة. وبدأ وزراء الخارجية العرب بالتقاطر إلى دمشق، إذ وصل كل من وزير الخارجية العماني والعراقي والجزائري والقطري ووزير العلاقات الخارجية والتعاون في جزر القمر وكاتب الدولة التونسي للشؤون المغاربية والعربية والأفريقية.