يؤكد معظم المسؤولين السياسيين والرياضيين في العالم تصميمهم على مشاركة كاملة في دورة الألعاب الأولمبية في بكين، وان كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم يستبعد المقاطعة احتجاجاً على القمع في التيبت. وقال ساركوزي حول مقاطعة حفل افتتاح الدورة ان"كل الخيارات مطروحة"، داعياً القادة الصينيين الى التحلي"بروح المسؤولية"، فيما قال سكرتير الدولة الفرنسي للرياضة برنار لابورت انه"لا يعارض"مقاطعة من هذا النوع. وصرحت سكرتيرة الدولة لحقوق الإنسان راما ياد انه يجب التفكير بذلك"جدياً"إذا لم تبذل الصين جهوداً من اجل التيبت. ويتناقض هذا الموقف الذي عبر عنه القادة الفرنسيون بمقاطعة جزئية للألعاب الأولمبية مع تصريحات قادة في العالم في الأيام الأخيرة. وحده رئيس البرلمان الأوروبي الألماني هانس غيرت بوتيرينغ رأى ان اتخاذ"إجراءات مقاطعة"أمر"مبرر". وأكد البيت الأبيض مجدداً ان الرئيس جورج بوش الذي التزم الصمت حول الحوادث التي يشهدها التيبت، يريد حضور الألعاب الأولمبية. وقالت المتحدثة باسمه دانا بيرينو انه"لم يبدأ إعادة النظر في موقفه". وأفادت رئاسة الحكومة البريطانية بأن رئيس الوزراء غوردن براون ينوي حضور حفلة الختام، بينما أعلن الأمير تشارلز أصلاً انه لن يحضر حفلة الافتتاح. لكن وزير الخارجية ديفيد ميليباند أعلن ان بريطانيا ستسمح للمتظاهرين الاحتجاج على القمع في التيبت عند وصول الشعلة الأولمبية الى لندن. في النمسا، قال الناطق باسم سكرتير الدولة للرياضة راينهولد لوباتكا ان مشاركته"مقررة لكن يمكن إعادة النظر فيها بحسب تطور الوضع أو بناء على موقف مشترك للاتحاد الاوروبي". لكن المفوضية الأوروبية رفضت كل مقاطعة، ودعت الصين في الوقت ذاته الى ضبط النفس. في طوكيو، طلب وزير الخارجية الياباني ماساهيكو كومورا من الصين ألا تقدم على أي عمل يمكنه أن يعرض الألعاب الأولمبية للخطر، بينما أوضح حاكم طوكيو شينتارو ايشيهارا انه لم يبت بعد في حضور حفلة افتتاح الدورة. ورفض وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث أي مقاطعة. أما الحكومة اليونانية، فأكدت ان المقاطعة ليست مطروحة حالياً. وبصفتها مهد الألعاب الأولمبية وآخر دولة نظمت الألعاب الصيفية، تعاونت أثينا الى حد كبير مع الصين. يأتي ذلك فيما أعلنت وسائل الإعلام الصينية الرسمية، أن اكثر من 600 شخص سلموا أنفسهم للشرطة، بعد الصدامات الدامية في لاسا، والاضطرابات في المناطق المجاورة للتيبت. وأفادت صحيفة التيبت بأن"280 مجرماً سلموا أنفسهم للشرطة"بعد اضطرابات لاسا. واتهمت السلطات الصينية الدالاي لاما الزعيم الروحي لسكان التيبت المقيم في المنفى في الهند، بالوقوف وراء الاضطرابات. وكتبت صحيفة"تشاينا دايلي"انه في نغاوا، المنطقة التيبيتية في مقاطعة سيشوان جنوب غرب، سلم 381 شخصاً أنفسهم للسلطات. وقال شو تاو الزعيم المحلي للحزب الشيوعي ان"معظمهم مواطنون عاديون أو رهبان خدعوا أو أرغموا"على المشاركة في هذا التحرك. وتوجهت مجموعة من المراسلين الأجانب الى لاسا أمس، في إطار رحلة خاصة بالصحافة لثلاثة أيام نظمتها الخارجية الصينية.