أظهر استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي أن الطرفين غير متفائلين بمحادثات السلام، وأنهما يعتقدان أنها غير مفيدة وينبغي وقفها، كما كشف وجود تأييد واسع لإطلاق الصواريخ والعمليات الانتحارية في أوساط الفلسطينيين، وتأييد مماثل بين الإسرائيليين للعمليات الانتقامية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال 53 في المئة من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن لقاءات محمود عباس وإيهود أولمرت ليست مفيدة وينبغي وقفها، فيما رأى 39 في المئة أنه ينبغي استمرارها. أما الفلسطينيون، فأظهروا خيبة أمل أعظم من هذه اللقاءات، إذ قالت الغالبية العظمى 75 في المئة إنها تعتقد أن هذه اللقاءات غير مفيدة وينبغي وقفها، فيما أيد استمرارها 21 في المئة فقط. وأجرى الاستطلاع"المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية"في رام الله و"معهد ترومان لأبحاث السلام"في الجامعة العبرية في الفترة بين 12 و17 آذار مارس الجاري. وشمل في الجانب الفلسطيني عينة عشوائية مؤلفة من 1270 شخصاً، وفي الجانب الاسرائيلي عينة مؤلفة من 597 شخصاً. وقال مدير المركز الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي إن"هذه النتائج تشكل مزيجاً من فقدان الأمل في العملية السلمية وتأييد للعنف ووضع قابل للتصعيد والانفجار ليؤدي إلى مزيد من العنف المتبادل". وأبدى 57 في المئة من الإسرائيليين معارضتهم لمبادرة السلام العربية التي تدعو إلى اعتراف عربي بإسرائيل وتطبيع للعلاقات معها بعد أن تنهي احتلالها للأراضي العربية المحتلة منذ العام 1967 وبعد قيام دولة فلسطينية. أما بين الفلسطينيين، فإن 66 في المئة أيدوا المبادرة، فيما عارضها 32 في المئة. وقال 44 في المئة من الإسرائيليين إنهم يؤيدون و54 في المئة يعارضون إجراء محادثات مع حركة"حماس"إذا تطلب الأمر من أجل الوصول إلى تسوية مع الطرف الفلسطيني. لكن غالبية إسرائيلية واضحة 62 في المئة تؤيد إجراء مفاوضات مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تتألف من"حماس"و"فتح"، فيما يعارض ذلك 34 في المئة. وأيد 45 في المئة من الإسرائيليين إطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن وإجراء مفاوضات معه إذا تطلب الأمر ذلك من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، ما عارضه 51 في المئة منهم. وقال 59 في المئة من الإسرائيليين إنهم يعارضون انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من هضبة الجولان مقابل اتفاق سلام كامل مع سورية، ما أيده 25 في المئة فقط. وبين الاستطلاع أن حدة الإحساس بالتهديد لدى الفلسطينيين والإسرائيليين ارتفعت بعد موجة العنف الأخيرة مقارنة باستطلاع مماثل في كانون الأول ديسمبر 2007، فقال 74 في المئة من الإسرائيليين إنهم قلقون من أنهم أو عائلاتهم قد يتعرضون للأذى من العرب في حياتهم اليومية، مقارنة مع 64 في المئة في كانون الأول ديسمبر الماضي. والأمر ذاته بين الفلسطينيين الذين قال 63 في المئة منهم إنهم لا يشعرون بالأمن لهم ولعائلاتهم، مقارنة مع 53 في المئة قبل ثلاثة شهور. وفي مؤشر يتسق مع التوقعات المتشائمة من عملية السلام وارتفاع حدة الإحساس بالتهديد، ترتفع نسبة تأييد العنف بين الفلسطينيين في شكل كبير، فيما بقيت نسبة تأييد الإسرائيليين لأعمال عسكرية ضد الفلسطينيين مستقرة كما كانت قبل ثلاثة شهور. وقالت غالبية فلسطينية من 84 في المئة إنها تؤيد العملية المسلحة التي تمت في المدرسة الدينية في القدس الغربية، فيما يعارضها 13 في المئة فقط. وارتفعت نسبة تأييد الهجوم في قطاع غزة إلى 91 في المئة مقارنة ب79 في المئة فقط في الضفة الغربية. كذلك، فإن 64 في المئة من الفلسطينيين يؤيدون إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على البلدات والمدن الإسرائيلية مثل سديروت وعسقلان، ويعارضه 33 في المئة من المستطلعة اراؤهم.