أظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرت امس الاحد أن قرابة نصف الفلسطينيين يعارضون الدور الامني الذي عرضت مصر القيام به في غزة اذا سحبت اسرائيل مستوطنيها فيما تبرز مخاوف من الا يخدم العرض سوى المصالح الاسرائيلية. وكشف الاستطلاع أيضا عن تنامي شعبية المقاومة عموما والاسلامية خصوصا والتي تخشى من احتمال ان يكون الوجود الامني المصري موجها ضدها في الصراع مع اسرائيل اذا أبقى جيش الاحتلال حصاره لقطاع غزة وضمت اسرائيل أجزاء من الضفة الغربية بعد الانسحاب من القطاع كما بات متوقعا الآن. وقال خليل الشقاقي مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية الذي أجرى الاستطلاع نرى قلقا فلسطينيا بالغا من ان ما تقترحه اسرائيل سيتركهم في جيتو خانق بغزة بينما تعزز مشروعها الاستيطاني الرئيسي في الضفة الغربية. وكانت مصر قد عرضت ارسال حوالي 200 خبير أمني الى غزة للمساعدة في منع انزلاقها الى حالة من الفوضى أو سيطرة الاسلاميين على القطاع الواقع على حدودها بعد رحيل المستوطنين. وأيد أكثر من 80 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع طلب القاهرة دمج الاجهزة الامنية الفلسطينية تحت قيادة وزير للداخلية يتمتع بالصلاحيات اللازمة في هذا الصدد. لكن 51 في المئة فقط أيدوا الوجود المصري في حين عارضه 46 في المئة. وقال الشقاقي لرويترز من رام اللهبالضفة الغربية يمكن تفسير نقص التأييد نسبيا بالخوف من ان ينتهي احتلال ليبدأ احتلال آخر. وكانت مصر تدير قطاع غزة من عام 1948 الى عام 1967. واعتبر الشقاقي أن فصائل المقاومة وأنصارها لا يريدون ترتيبا يتعرضون في ظله لضغوط كبيرة للتخلي عن حق اللجوء للسلاح اذا كان هذا الترتيب يعني الهدوء وفقا للشروط الاسرائيلية وحدها، خاصة أن حركتي حماس والجهاد الاسلامي تملكان القدرة على تحريك الشارع في قطاع غزة. وأظهر الاستطلاع تأييد 35 في المئة لحماس والجهاد الاسلامي في غزة مقابل 27 في المئة يؤيديون حركة فتح التي يتزعمها عرفات. وتأثرت شعبية حركة فتح بسبب ما تواجهه من فساد مالي وإداري وهذه أدنى نسبة تأييد لفتح في مقابل التيار الاسلامي منذ اندلاع الانتفاضة في اواخر عام 2000. وقد أيد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات العرض المصري علانية لكنه كان قد رفض الدعوات السابقة لاجراء تغييرات امنية. ورحب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي حدد نهاية عام 2005 موعدا لاكتمال الانسحاب من غزة بعرض مصر ارسال خبراء أمنيين لكنه رفض أي دور في الوساطة للقاهرة. وأيد 55 في المئة من المستطلع آراؤهم، استمرار الهجمات على الاسرائيليين انطلاقا من غزة اذا لم تنسحب اسرائيل من القطاع بالكامل. ويتوقع شارون ابقاء قطاع غزة محاصرا بحرا وبرا مع نشر قوات اسرائيلية على حدوده مع مصر لاسباب أمنية. لكن تقريرا للبنك الدولي قال الشهر الماضي ان السلام لن يعم قطاع غزة دون وضع نهاية لعمليات الاغلاق الاسرائيلية للسماح بانتعاش اقتصادي. وتريد القاهرة ان يكون الجلاء عن غزة جزءا من انسحاب من كل الاراضي المحتلة. لكن خطط شارون تقصر كثيرا عن هذا الهدف. وتتوقف مبادرة مصر أيضا على اقرار هدنة حتى لا يقع خبراؤها وسط اشتباكات بالقطاع. ويؤيد 79 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع وقف اطلاق النار. لكن اسرائيل والفصائل المسلحة لم تبد استعدادا يذكر لقبول وقف اطلاق النار مع استمرار المواجهات في غزة ليستطيع كل جانب اعلان النصر في حالة حدوث انسحاب. واعرب 59 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم بخصوص احتمال وقوع فوضى مسلحة بعد الانسحاب وقال 30 في المئة فقط انهم يعتقدون ان السلطة الفلسطينية التي تقودها فتح قادرة على اعادة النظام. وشمل الاستطلاع الذي اجري في الفترة من 24 الى 27 يونيو حزيران 1320 فلسطينيا ويبلغ هامش الخطأ به ثلاثة في المئة.