سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تشيني يقلل من الاتفاق ... وإسرائيل تخير السلطة بينه وبين المفاوضات . عباس يعتبر "إعلان صنعاء" للتنفيذ لا للتحاور و"حماس" تتمسك بحوار يراعي "الحقائق الجديدة"
تصاعد الاختلاف بين حركتي "فتح" و "حماس" في شأن تفسير "إعلان صنعاء" الذي وقعه الجانبان أول من أمس. وفي وقت شدد الرئيس محمود عباس على أن المبادرة اليمنية"للتنفيذ، لا للتحاور"، تمسكت"حماس"باعتبارها"إطاراً لإطلاق حوار يراعي الواقع الجديد على الأرض"في غزة. وقلل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني من أهمية الاتفاق، مؤكداً أن عباس"لن يقبل أي اتفاق مع حماس ما لم تتنازل عن سيطرتها على غزة"، فيما خيّرت إسرائيل السلطة بين المبادرة واستمرار المفاوضات. راجع ص 5 ورفضت قيادة"فتح"اعتبار المبادرة"إطاراً للحوار". وطالبت"حماس"ب"الشروع في تطبيق المبادرة"التي تدعوها إلى"التراجع عن السيطرة على غزة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والإعداد لانتخابات مبكرة، وإعادة بناء أجهزة الأمن على أسس مهنية". وسارع عباس إلى إصدار بيان ثمن فيه المبادرة، لكنه شدد على أن"استئناف الحوار في المستقبل يجب أن يتم لتنفيذها بجميع بنودها، وليس للتعامل معها كإطار للحوار، لأن ذلك لن يؤدي إلى نتيجة". وأكد أن"بنود المبادرة واضحة، ونحن نريدها للتنفيذ، لا للتحاور". واتخذ مسؤولون آخرون في السلطة مواقف أشد من"إعلان صنعاء"، فاعتبر أمين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه أنه"ولد ميتاً". وقال إن"حماس"تسعى لاستدراج القيادة الفلسطينية إلى حوار يستغرق عشرات السنين"من دون أن تتراجع عن انقلابها"في غزة. وقال القيادي في"فتح"أحمد قريع إن رئيس وفد الحركة إلى صنعاء عزام الأحمد وقع الإعلان من دون الرجوع إلى الرئيس عباس. لكن الأحمد نفى ذلك. وأكد أنه تشاور مع عباس قبل التوقيع، وحصل على موافقته، مشيراً إلى محاولات لجعله"كبش فداء". واتهم شخصيات لم يسمها بالسعي إلى تعطيل أي اتفاق مع"حماس". وقال ل"الحياة"إن عباس"كان معنياً بنجاح المفاوضات. وكنت في كل مرة اتصل به شخصياً... وراجعته واستشرته في كل الخطوات البسيطة، ولم تتم خطوة إلا بعد موافقته عليها". وفي المقابل، أعربت"حماس"عن أملها في الشروع قريباً في الحوار مع"فتح"،"وصولاً الى اتفاق ينهي حال الانقسام السياسي". وقال القيادي في الحركة الدكتور غازي حمد إن"الحوار يجب أن يتناول عودة الأمور إلى سابق عهدها في الضفة الغربيةوغزة. وهناك حقائق جديدة فرضت على أرض الواقع في أعقاب أحداث حزيران يونيو الماضي"، في إشارة إلى سيطرة"حماس"على غزة بالقوة. وفي القدس، أ ف ب اعتبر مسؤول إسرائيلي رفيع أن"على عباس أن يقرر إذا كان يريد مواصلة المفاوضات مع إسرائيل أو العودة إلى تحالف مع حماس، لأنه لا يستطيع أن يحصل على الاثنين معاً". وقال المستشار السياسي لوزير الدفاع الإسرائيلي عاموس غلعاد إن المبادرة اليمنية"مجرد اتصالات لن تفضي إلى شيء، ولن يكون هناك اتفاق". وشدد على أنه"إذا أراد عباس الاستمرار في قيادة معسكر السلام، فلا يمكنه الشراكة مع حماس التي تدعو إلى تدمير إسرائيل". وشكك نائب الرئيس الأميركي في جدوى"إعلان صنعاء". وقال بعد إفطار عمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس أمس قبل أن يغادر إلى تركيا، إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستعود إلى المنطقة الأسبوع المقبل. وأكد أن أي مصالحة بين عباس و"حماس"مشروطة بتخلي الأخيرة عن السلطة في غزة. وأضاف أن"النتيجة التي توصلت إليها من خلال الحديث مع القيادة الفلسطينية هي أنها وضعت شروطا مسبقة لا بد من تنفيذها قبل أن توافق على المصالحة، بما في ذلك إلغاء كامل لسيطرة حماس على غزة". وغادر تشيني إسرائيل إلى أنقرة، حيث التقى القادة الأتراك وسط تظاهرات دانت السياسات الأميركية في الشرق الاوسط. وعقد لقاء مع الرئيس التركي عبدالله غُل بعيد هبوط طائرته في مطار ايسنبوا في أنقرة وسط حراسة مشددة. ولم يدل بأي تصريح بعد اللقاء، كما التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس أركان الجيش الجنرال يشار بيوك آنيط.