قال مسؤول اسرائيلي أمس ان على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان يختار بين المفاوضات مع (إسرائيل) او التحالف مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وذلك تعقيبا على اتفاق (حماس) و(فتح) التي يتزعمها عباس. وقال هذا المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه لوكالة (فرانس برس) "ان على محمود عباس ان يقرر ان كان يريد مواصلة المفاوضات مع (إسرائيل) او يريد العودة الى تحالف مع (حماس) لأنه لا يستطيع ان يحصل على الاثنين معا" على حد تعميره. وجاء في اعلان صنعاء انه "تم الاتفاق بين كل من حركتي (فتح) و(حماس) على اعتبار المبادرة اليمنية اطارا لاستئناف الحوار بينهما للعودة بالاوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل احداث غزة تأكيدا لوحدة الوطن الفلسطيني ارضا وشعبا وسلطة واحدة". وتعليقا على ذلك قال عاموس غلعاد المسؤول الكبير في وزارة الحرب الاسرائيلية لإذاعة الجيش "انها مجرد اتصالات لن تفضي الى شيء، لن يكون هناك اتفاق". ورأى ان "حماس تريد ان تعترف السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بالانقلاب الذي سمح لها بالسيطرة على قطاع غزة. وان وافق محمود عباس فإن الأمر سينتهي بسيطرة (حماس) على "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) وذلك سيسجل نهاية منظمة التحرير الفلسطينية" - على حد تعبير المسؤول الصهيوني. وشدد غلعاد على القول "ان اراد محمود عباس الاستمرار في قيادة معسكر السلام، لا يمكنه الشراكة مع (حماس) التي تدعو الى تدمير اسرائيل". واشارت الاذاعة العامة واذاعة الجيش الاسرائيلي الى مسؤولين آخرين حذروا من ان المفاوضات مع (إسرائيل) التي استؤنفت في تشرين الثاني - نوفمبر الماضي برعاية الولاياتالمتحدة، ستجمد على الفور ان اتفقت (حماس) و(فتح) على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة. لكن هؤلاء المسؤولين الذين نقلت اقوالهم وسائل الاعلام رأوا ان الاحتمال ضئيل ان تتصالح (فتح) و(حماس) التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة في حزيران - يونيو 2007، بسبب تباعد مواقفهما. وقد ظهرت هذه الخلافات علنا بعد ساعات قليلة من الاعلان الاحد عن الاتفاق الذي ابرم في صنعاء بين حركتي (فتح) و(حماس). من جانبه اعلن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني أمس غداة لقاء مع رئيس السلطة محمود عباس ان اي مصالحة بين عباس وحركة (حماس) مشروطة بتخلي الأخيرة عن السلطة في قطاع غزة.