وجه نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني خلال زيارته للاراضي الفلسطينية امس انتقادات ضد الصواريخ الفلسطينية التي تطلق على اسرائيل، معتبراً انها تضر بتطلعات الفلسطينيين، وذلك غداة إعلانه تفهمه"حاجات اسرائيل الأمنية"، وتأكيده ان بلاده لن تضغط على الحكومة الاسرائيلية مطلقاً لاتخاذ خطوات تهدد أمنها. راجع ص 5 وجاءت حصيلة تصريحات تشيني في زيارته لاسرائيل ورام الله امس مخيبة لآمال الفلسطينيين الذين وضعوها في مصاف"زيارات المجاملة". فهو كرر في بيان في مقر الرئاسة المقاطعة المواقف الرسمية العامة لادارة الرئيس جورج بوش الداعية الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والملتزمة جعل العام الحالي عاماً للسلام، لكنه تجاهل الممارسات الاسرائيلية، خصوصاً الاستيطانية، على رغم ان وقف الاستيطان يعد بنداً اساسياً في المرحلة الاولى من"خريطة الطريق"للسلام، وكذلك في التفاهمات التي تم التوصل اليها في مؤتمر انابوليس. في الوقت نفسه، تجاهل تشيني التطرق الى جهود التهدئة التي تقودها مصر بين اسرائيل وحركة"حماس"أو ذكر العمليات العسكرية التي تقتل عشرات المدنيين العزل في قطاع غزة، بل وجه انتقادات الى اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل، معتبراً انها"تقتل الآمال وليس فقط الأبرياء". وكان شدد في ختام محادثاته مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت مساء اول من امس على ان"التزام اميركا أمن اسرائيل دائم وثابت"، مضيفا أن"من حق اسرائيل حماية نفسها دائماً في مواجهة الارهاب والهجمات الصاروخية والهجمات الأخرى التي تشنها قوى تكرس جهودها لتدمير اسرائيل". وما لم يذكره تشيني في تصريحاته، قاله عباس في بيان عقب الاجتماع عندما شدد على ان"الامن والسلام لا يتحققان عبر التوسع الاستيطاني والحواجز العسكرية والتصعيد العسكري في غزة والاجتياحات المتكررة للضفة والاعتقالات"، مضيفا ان"متطلبات السلام واضحة، وما نحتاج اليه هو إرادة وشجاعة ودعم قوي من المجتمع الدولي، خصوصاً الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية". وأوضح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات الذي شارك في الاجتماع ان تشيني"لم يأت بجديد في زيارته، لكنه أعاد تأكيد رؤية الرئيس جورج بوش من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتزام التوصل الى اتفاق سلام عام 2008". واضاف ان عباس ناقش مع تشيني ضرورة دعم الجهد المصري للتهدئة بين اسرائيل والفلسطينيين في الضفة والقطاع ووقف الاستيطان. وقال مسؤولون فلسطينيون شاركوا في لقاء تشيني - عباس ل"الحياة"ان الزيارة حملت طابع"المجاملة"، في حين وصف الناطق باسم حركة"حماس"فوزي برهوم تصريحات تشيني بأنها"تحريضية ومنحازة بالكامل للاحتلال الاسرائيلي وغير منصفة لحقوق شعبنا".