تتدفق وفود أجنبية من الشرق والغرب بكثافة هذه الأيام إلى الإمارات ليس فقط لمناقشة اتفاقات تجارة حرة كما هي الحال مع الوفود الأميركية والأوروبية المتواصلة بل لاستقطاب الاستثمارات الإماراتية التي باتت أكثر إغراء في ظل أزمة ائتمان دولية، دفعت الإدارة الأميركية أخيراً للتخلي عن حذرها من الصناديق السيادية، والتوصل مع أبو ظبي وسنغافورة الى اتفاق مبادئ يركز على رفع القيود عن استثمارات تلك الصناديق في الولاياتالمتحدة، في مقابل عدم الاستخدام السياسي لأموالها. وهي حجة واهية تحفظ بها الإدارة الأميركية ماء وجهها بعد تعنت طويل في مواجهة الصناديق السيادية التي لا غنى عنها لإنقاذ الاقتصاد الأميركي والعالمي من كارثة محتملة وشيكة. وكان طبيعياً مشاركة أبو ظبي في طاولة المفاوضات، إذ تقدر حجم أصول صندوقها الاستثماري بأكثر من 900 بليون دولار، تعادل نحو ثلاثة أضعاف حجم الصندوق السنغافوري ويعد الأضخم عالمياً. وتمتلك دبي مؤسسات استثمار بعشرات البلايين، تليها إمارة رأس الخيمة شمال البلاد، ما يجعلها جميعاً هدفاً للوفود الأجنبية من كل صوب. فلم يكد الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف يغادر البلاد بعد توقيع اتفاق مع دبي لإنشاء منصة دولية لتجارة القطن، تسمح لثاني أكبر منتج له في العالم بتصريف منتجاته عبرها، حتى كان الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهيونو يستعرض الفرص الاستثمارية في بلاده أمام المستثمرين في الإمارات، ويبحث عن موضع قدم لشركات بلاده فيها. وأكد مستثمرون إماراتيون خلال لقائهم الرئيس الاندونيسي استعدادهم لضخ استثمارات تقدر بأكثر من 4 بلايين دولار في بلاده، فيما أكد الرئيس إن شركات عدة من الشرق الأوسط، منها مجموعة بن لادن السعودية وپ"إعمار"العقارية، وغلف بتروليوم، وپ"باسفيك إنترلينك"، ومجموعة جميرا الفندقية، ورأس الخيمة، ستقوم بالاستثمار في بلاده، مؤكداً أن حكومته ستبذل جهدها لإيجاد مناخ مساعد لتلك المؤسسات الكبيرة. واستعرضت هيئة رأس الخيمة للاستثمار وشركة"راك منيرالز اند ميتلز انفستمينتس"أر أم أم أي التابعة لها، خططاً لتطوير قطاع التعدين أمام الرئيس الاندونيسي. وأكد ولي العهد نائب حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي، على أن الاستثمار في قطاع التعدين يمثل أحد أهم العناصر في خطط النمو العالمي وستقوم"أر أم أم آي"بتفعيل الخطط الاستراتيجية للاستثمار في هذا القطاع. واعتبر اندونيسيا جزءاً مهماً من خطط رأس الخيمة للتوسع عالمياً. ووقعت"أر أم أم أي"مذكرة تفاهم مع حكومة جزيرة جنوب سومطرة لتطوير ميناء ومدينة صناعية في جزيرة"تنجون أبي أبي"، إضافة إلى مرافق حيوية أخرى في مقاطعة جنوب سومطرة، وتطوير بنية تحتية صناعية ولوجيستية تضم ممرات سكة حديد لنقل البضائع، وميناء لحاويات البضائع الضخمة، ومدينة صناعية لصهر المعادن وتصنيعها، ومدينة للتقنيات الحيوية، إضافة إلى بنية تحتية للصناعات الزراعية من النخيل والمطاط ومحطة كاملة لتوليد الكهرباء. وحالياً تستثمر شركة"أر أم أم أي"1.5 بليون دولار في اندونيسيا. كما تتواجد"راك سيراميكس"التابعة لهيئة رأس الخيمة للاستثمار في اندونيسيا لاستخراج الطمي واستخدامه في مشاريعها في الإمارات، والهند وبنغلادش. ولفت وزير الاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري، بعد لقائه عقده أمس في دبي وزير خارجية أذربيجان إيلمار ممدياروف، الى سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تتبعها الإمارات مع العالم والتي تظهر نتائجها الإيجابية يوماً بعد يوم. وركزت المباحثات على التعاون المشترك في قطاعات النقل البري والجوي، وتعزيز حركة النقل الجوي بين البلدين ونقل الخبرات التي تمتلكها الإمارات إلى قطاع النقل في أذربيجان، وتطوير البنية التحتية للمطارات والطرق والموانئ. كما تطرقت الى أحد الموضوعات الملحة حالياً في الإمارات في ظل موجة غلاء الأسعار، وهو تصدير الأغذية من أذربيجان إلى دولة الإمارات. وأكد المنصوري"ان أذربيجان تربطها بالإمارات علاقة صداقة وتعاون متينة، وسنعمل على تفعيل عمل اللجنة الاقتصادية بين البلدين من أجل تعزيز التعاون في عدد من القطاعات الحيوية التي تعود بالخير على البلدين وشعبهما". فيما أكد الوزير الأذربيجاني ممدياروف رغبة بلاده في دعوة شركات الطيران الإماراتية إلى تكثيف رحلاتها إلى أذربيجان بهدف تعزيز حركة النقل الجوي والشحن بين البلدين.