تواصلت الجهود في صنعاء لتحقيق مصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، لكن مصير المبادرة اليمنية بقي رهن المشاورات التي تجريها قيادات"حماس"قبل ابداء موقفها النهائي. وتزامنت هذه الجهود مع مشاورات يجريها رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية لتوسيع حكومته، وهي خطوة قالت حركة"فتح"انها تعزز الانقسام الفلسطيني وتشكل ضربة للمبادرة اليمنية. في غضون ذلك، علمت"الحياة"ان مصر نقلت الى قيادات حركتي"حماس"و"الجهاد الاسلامي"امس"اشارات ايجابية"من الاسرائيليين عن امكان القبول بتهدئة شاملة متبادلة ومتزامنة مع الفلسطينيين. راجع ص 4 وعقد وفدا منظمة التحرير و"حماس"في صنعاء اجتماعا ثانيا امس برعاية الرئيس علي عبدالله صالح، بعد الاجتماع الأول غير المباشر صباح أمس في مقر وزراة الخارجية اليمنية. الا ان وفد"حماس"طالب بمهلة للتشاور مع قيادات الحركة في شأن المبادرة اليمنية. وتتركز الخلافات على فهم طبيعة المبادرة اليمنية، ففيما تقول"حماس"إنها جاءت للحوار انطلاقاً من هذه المبادرة وعلى ما ورد فيها من بنود، تشير"فتح"إلى أن وفد منظمة التحرير جاء إلى صنعاء للتوقيع عليها. كما يختلف الجانبان على تفسير البند الأول من المبادرة المتعلق بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في قطاع غزة قبل سيطرة"حماس". في الوقت نفسه، اعلنت مصادر في حكومة هنية إن الأخير يُجري حالياً مشاورات مع عدد من الشخصيات المستقلة واخرى من"حماس"لضمها إلى حكومته بغية توسيعها لتضم 12 وزيرا بهدف"تخفيف أعباء عدد من الوزراء الذين يحملون أكثر من حقيبة تسلموا مهامها في أعقاب إقالة الحكومة"بقرار من الرئيس محمود عباس حين سيطرت"حماس"على قطاع غزة بالقوة. الا ان الناطق باسم حركة"فتح"فهمي الزعارير وصف هذه الخطوة بأنها"دليل على إمعان حماس في إجراءات ترسيخ الفصل السياسي والمادي بين الضفة وقطاع غزة وتعزيز الانقلاب في الميادين كافة، وضرب بنية النظام السياسي برمته، وضربة محكمة للمبادرة اليمنية". وعلى صعيد جهود التهدئة مع اسرائيل، أبلغت مصادر مصرية مطلعة"الحياة"أنها نقلت الى وفدين من"حماس"و"الجهاد"خلال اجتماع عقد في الجهة المصرية من معبر رفح الحدودي،"اشارت ايجابية"اسرائيلية في شأن التهدئة، وطلبت من قيادات الحركتين التداول في هذه النقاط والرد خلال أيام. ولخصت الموقف الاسرائيلي بأربع نقاط هي:"1- اذا توقفت الجهاد وحماس عن إطلاق الصواريخ، فإن إسرائيل ستتخذ قرارا مناسبا يرتبط بهذا السلوك. 2- إسرائيل ليست لديها مشكلة في أن تكون التهدئة لمدة طويلة، مثلا عام. 3- إسرائيل مستعدة لإبداء مرونة مناسبة في مسألة تشغيل المعابر عموما. 4- إسرائيل ترى أن التهدئة يجب أن تكون بشكل أساسي في قطاع غزة". واضافت انها"لمست استعداداً إسرائيلياً للقبول بتهدئة شاملة متبادلة ومتزامنة مع الفلسطينيين"تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.