قالت مصادر متطابقة ل "الحياة" أمس إن قيادة حركة "حماس" أبلغت المسؤولين المصريين عشية وصول المستشار السياسي لوزارة الدفاع الإسرائيلي عاموس غلعاد إلى القاهرة أمس، بضرورة أن تكون التهدئة بين المنظمات الفلسطينية وإسرائيل"شاملة ومتزامنة ومتبادلة"وأن تشمل فتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة. وأشارت مصادر إلى أن القاهرة فهمت من خلال اتصالاتها مع إسرائيل و"حماس"أن الخلاف الأساس بين الطرفين هو أن الحركة تريد أن تكون التهدئة"شاملة بحيث تتوقف عمليات الاغتيال والعدوان على الضفة الغربية وقطاع غزة، وان يشمل ذلك رفع الحصار وفتح معابر غزة"، في حين أن الجانب الإسرائيلي لم يبد استعداداً سوى لاتفاق ضمني بوقف العمليات العسكرية على القطاع والاغتيالات واستهداف القيادات، من دون ان يلزم نفسه وقف ذلك في الضفة"نظراً إلى الحساسية الأمنية لأي عملية تشن من الضفة على إسرائيل". ولفتت إلى أن الدولة العبرية تريد"التزام جميع المنظمات الفلسطينية، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، بوقف إطلاق الصواريخ على عسقلان وسديروت". لكن مسؤولا في"حماس"أوضح ل"الحياة"أمس أن الإسرائيليين"لم يردوا"على المواقف التي نقلتها مصر إليهم باسم"حماس"، ما أدى إلى إرجاء زيارة رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان وقيام غلعاد بزيارة القاهرة أمس بدلاً من ذلك. وأوضح أن موقف"حماس"هو"أننا نريد تهدئة شاملة ومتزامنة ومتبادلة تشمل فتح المعابر وفك الحصار، لأننا نعتبر أن أي شخص يموت نتيجة انقطاع الكهرباء عن المشافي أو بحرمانه من الطعام مثل ذلك الذي يقتل بصاروخ. ونرى أن فك الحصار وفتح المعابر هما جزء من التهدئة". إلى ذلك، وصل بعد ظهر أمس وفد"حماس"إلى صنعاء لإجراء محادثات مع الجانب اليمني على خلفية المبادرة اليمنية الثانية المتعلقة بالحوار مع حركة"فتح". ويرأس وفد"حماس"نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق وعضوا المكتب السياسي محمد نصر وسامي خاطر. وأشار القيادي في"حماس"إلى أن الحركة أبلغت الجانب اليمني قبل المحادثات التي تبدأ اليوم بأنها تقبل بأن تكون جميع بنود المبادرة على طاولة الحوار، لكنها ترفض أن تكون هناك أي شروط مسبقة للحوار، لأن"هذا غير مقبول تحت أي ظرف من الظروف". ورحب"بالجهود اليمنية لرأب الصدع ورعاية الوفاق الوطني الفلسطيني، خصوصاً أن اليمن كان سبّاقاً إلى ذلك، وهذه هي المبادرة الثانية". وأشار إلى أنه"لدى إطلاق صنعاء مبادرتها الاولى، رفضتها فتح فوراً. أما الآن، فإن البند الأول من المبادرة اليمنية يتضمن شروط الرئيس محمود عباس بالكامل التي تتضمن العودة إلى ما كانت عليه الأمور في غزة قبل 14 حزيران يونيو العام الماضي، وقبول حماس اتفاقات منظمة التحرير مع إسرائيل، وإجراء انتخابات مبكرة"، إضافة إلى الإشارة إلى أمور تتعلق باتفاق مكة بين"فتح"و"حماس"وأسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإعادة إحياء مؤسسات منظمة التحرير.