بدأ الأكراد في اقليم كردستان العراق شمال البلاد ليل أول من أمس الاحتفال بعيد النوروز الذي يستمر أربعة أيام، مستقبلين الربيع على جبال الاقليم، وفقاً لمراسل"فرانس برس". وبدأت الاحتفالات بأعياد النوروز بإيقاد شعلة نار على مناطق مرتفعة في الروابي دلالة على بدء أيام العيد الذي انطلق بفاعليات مختلفة بينها دبكات كردية مميزة وسط انطلاق لألعاب نارية. ويقول محمد كريم 42 عاماً الذي وصل إلى مكان الاحتفال قرب أربيل عاصمة الاقليم مع عائلتة وأطفاله، إن"أعياد نوروز تعني لنا الحرية، وقدوم عام جديد نستقبله بالتوجه الى الطبيعة بعيداً عن المدن". ويرى الكاتب خالد حاجي المختص في الفلكلور الكردي أن"ايقاد شعلة النار دلالة على انتصار الحق على الظلم". ويضيف:"كما أن الخروج الى الطبيعة في عيد النوروز، دليل على خروجنا من الظلام والبرد لبدء حياة جديدة وسط طبيعة جميلة لاستقبال العام الجديد". ويستعد الأهالي في اقليم كردستان قبل أيام لعيد النوروز الذي يتوافق عادة في 20 آذار مارس من كل عام، وذلك بإعداد الاكلات الشهية والاطباق الشعبية ومؤونة الرحلة التي يتوجهون خلالها إلى الأراضي الخضراء القريبة من المدن. وقررت حكومة الاقليم اعتبار أيام العيد عطلة رسمية للدوائر الرسمية في الاقليم. وشارك آلاف العراقيين ومعظمهم من الأكراد الذين حملوا أعلام اقليم كردستان الملونة بالأخضر والأصفر والأحمر في الاحتفالات، وهم يرتدون الزي الكردي التقليدي الجميل. كما شارك جهاز الاستخبارات الوطني العراقي العراقيين احتفالهم بأعياد نوروز التي اعتبر أنها تمثل"ارتباطاً وثيقاً بتاريخ وتراث أبناء العراق". وسبق أن أحيت الاستخبارات العراقية ذكرى عاشوراء وأربعين الامام الحسين عبر مجالس عزاء أقامتها في مدينة الصدر إحدى الضواحي الشرقية للعاصمة العراقية. ويبدو أن هذا الجهاز الجديد يحاول تبديل الصورة الوحشية التي رسمتها استخبارات النظام السابق في أذهان العراقيين. وتغلق الدوائر الرسمية أبوابها طوال أيام عيد النوروز في اقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي واسع منذ عام 1991، والذي تعزز مع سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين في آذار مارس عام 2003، واندلاع فوضى عارمة في أنحاء العراق. ويحتفل الايرانيون والأكراد على حد سواء بعيد النوروز.