يستضيف فريق الاتفاق مساء اليوم نظيره الأهلي في مباراة الرد، في نصف نهائي كأس ولي العهد، وكانت مواجهة الذهاب انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما. الحسابات تختلف تماماً في مباراة اليوم، فالمواجهة حاسمة وغير قابلة للقسمة على اثنين، إذ لا بد من مغادرة أحد الفريقين ومواصلة الآخر لمشوار المسابقة وبلوغ النهائي الكبير، لذا سيحتدم الصراع وتشتد المنافسة منذ الدقائق الأولى، ويكون الحرص على أشده، ولعل المستوى الجيد الذي ظهر به الطرفاين في المواجهة السابقة يؤكد الجاهزيه المطلقة لكل الخطوط، وإصرار وعزيمة اللاعبين على العبور إلى المحطة الأهم. الاتفاق سعى جاهداً إلى تأجيل الحسم لحين إقامة المباراة على أرضه وبين جماهيره، ولعل عاملي الأرض والجمهور مهم جداً في مباريات الكؤوس المؤهلة مباشرة إلى النهائي، والمدرب البرتغالي توني نجح بدرجة عالية في تغيير الشكل الفني للفريق الاتفاقي، وأعاد "فارس الدهناء"إلى ساحة المنافسة بكل قوة وبدماء شابة لديها القدرة على قيادة الفريق لسنوات ليست بقليلة، وما يميز الفريق عدم الاعتماد على أسماء معينة أو التأثر بأي غيابات، لذا يسود خطوط الفريق الثبات الفني في غالب المواجهات، ويركز توني دائماً وأبداً على التحصينات الدفاعية من خلال تكثيف منطقة الوسط، حيث يتراجع علي الشهري ومحمد روبيز للمساندة الدفاعية، فيما يتفرغ المغربي صلاح الدين عقال للتحرك خلف المهاجمين ويشكل في غالب الفترات مهاجماً ثالثاً إلى جانب صالح بشير والبرنس تاغو، ويظل بشير أهم أوراق المدرب الرابحة فهو صاحب مجهود سخي ويجيد الاختراق السريع نحو منطقة الخصم من الاتجاهات كافة، ومتى ما وجد الإمداد المناسب سيكون له حضور كبير وبصمة بارزة في مجريات اللقاء. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الأهلي بطموحات التقدم خطوة كبيرة نحو الاحتفاظ باللقب، والفريق الأهلاوي ظهر في المباراة السابقة بأداء متفاوت، فالخطوط الدفاعية لا تجيد التخليص السريع، وهناك ثغرات واضحة بين رباعي الدفاعي تمنح مهاجمي الخصم فرصة الوصول إلى منطقة الخطر في عدد من المناسبات، وعلى رغم أن مشاركة ظهيري الجنب محمد مسعد وحسين عبدالغني محدودة في الشق الهجومي إلا أن الكرات المرتدة تشكل خطورة بالغة على المرمى"الأخضر". مالك معاذ النجم الأول للفريق لم يظهر حتى الآن كما يجب في منافسات المسابقة، والجماهير الأهلاوية تنتظر نجمها المفضل أن يقول كلمته في المباراة المصيرية ويقود"القلعة"إلى اللقاء الختامي، ومعاذ يملك كل أسلحة الحسم، ومتى ما تحرك بحيوية ووجد المساحات الكافية في ملعب أصحاب الضيافة، فسيكون ضيفاً ثقيلاً على الدفاعات الاتفاقية، كما أن الشابين أحمد درويش ومعتز الموسى لهما دور فاعل في الشق الهجومي، ويشكلان جبهة هجومية ضاربة على الضفة اليمنى، وسيكونان خير سند لمالك في مهمته الهجومية، فيما يقوم صاحب العبدالله بمجهود سخي على محور الارتكاز ويتنقل في أرجاء الملعب بلياقة بدنية عالية جداً تمكنه من المشاركة في الشقين الدفاعي والهجومي بنفس الروح. ومهما اختلفت الحسابات والمعطيات يظل الفريقان حريصين منذ الوهلة الأولى على نظافة شباكهما قبل البحث عن هدف التفوق، إذ إن الهدف الباكر يصعب تعويضه، بل وكفيل ببعثرة أوراق الفريق والسير به إلى الخروج المر من منافسات البطولة.